الأيقونــة

- محلية وعالمية مختلفة-

الأيقونة الأرثوذكسية الأيقونات الحلبية أيقونات عجائبية وصور وفنية أيقونة "ملكة الكل" الشافية من السرطان
ايقونات جبل آثوس العجائبية      

    ما هــي الأيقونــة
 

علاقتنا بالأيقونة علاقة إكرام وليست علاقة عبادة، ونحن ننحني أمامها أو نسجد لها ليس سجود عبادة، ولكن سجود اكرام، والإكرام لا يعود إلى الخشبة التي ترسم عليها الأيقونة ولا يعود إلى الألوان، لكنه يعود إلى الأصل أي إلى المسيح المرسوم عليها بالدرجة الأولى، وللعذراء مريم وللقديسين

                      هي كتاب مقدس مصور بالألوان، وفن استخدمته الكنيسة للتعرف بالكتاب المقدس عن طريق حوادثه ومواضيعه ومعجزاته بدقة وإبداع فنيّ فالأيقونة توحي إلينا أن الرب قريب منا ومتواضع يسمع الصلاة وينظر إلينا من خلالها وكذلك العذراء أمه والقديسين ينظرون إلينا كما ننظر إليهم ويسمعوننا ولو أننا لا نسمعهم بآذاننا اللحمية.

     ظهر فن رسم الأيقونات كفن من اجل العون الروحي، وتسامي أعضاء الكنيسة وليس من اجل الفن كفن، وهدفها خدمة حاجات الكنيسة كما تشهد بذلك آراء الآباء القديسين وقرارات المجامع المقدسة، ويكتب الناسك نيلوس في القرن الخامس :    

    " يجب أن نغطي جدران الهياكل بمشاهد من العهد القديم والجديد كي يستطيع الأميّون الذين يجهلون القراءة عندما يرون الرسوم أن يتذكروا أولئك الذين عملوا من اجل الإله الحق ويتمثلون بهم ".

    والأيقونة هي إحدى متطلبات العبادة في الكنيسة الأرثوذكسية، وهي ليست صورة مقدسة فحسب بل هي المكان الذي يحضر فيه المسيح بالنعمة، انها مكان حضور الميسيح او مريم العذراء او احد القديسين.

    وهذه التسمية تعني أن كل شيء محسوس له أساس في عالم المثل أو الفكر، أي له علاقة بالمثال الذي في السماوات، من هنا ففي تعريفها اللغوي تعني " الصورة " أو " الشبه "، وفي المصطلح المسيحي هي صورة تمثل شخصاً أو مشهداً مرسوماً على الخشب وفقاً لأساليب وتقاليد خاصة تظهر حالة أولياء الله النفسية، لذلك في الأيقونة لا تُمَثَل الأشياء كما هي، ولا تُصَوَر الأجساد البشرية على حقيقتها وشوائبها، بل هو فن روحي صرف يعبّر عن فكرة لاهوتية ويرنا الإنسان متجلياً بروح الله.

    فالأيقونة حسب إيمان الكنيسة الأرثوذكسية تحمل حقيقة إلهية محسوسة منورة بالنعمة، تباركها الكنيسة فتصبح أداة تكمن فيها النعمة، وجزءً متمماً لليتورجيا تتجلى فيها عقيدة الكنيسة وتقليدها المقدس.

    وقد عبّر القديس باسيليوس الكبير عن غاية الأيقونة فقال:

     " الأيقونات تجذب الأنظار وتجعل الحقيقة التي تمثلها اقرب إلينا وأحب إلى عقولنا وأعمق وأسرع وأبقى تأثيراً في نفوسنا ".

    فالأيقونات هي صحف مفتوحة على الدوام تذكّر المسيحيين بحقائق إيمانهم، ووسيلة مثلى لوضع المؤمن المصلي في جو عابق بروح القداسة وكثافة الروح الإلهية، لذلك نزيّن بها الكنائس حيث يصلي المؤمنون دوماً وأمام أعينهم صورة الرب يسوع، والعذراء مريم، والقديس شفيع الكنيسة، وصور تمثل أهم أحداث التاريخ الإنجيلي، فالمسيحي المؤمن يصلي أمام الأيقونة كما لو انه أمام الشخص المرسوم عليها.

   لقد استعانت الكنيسة بالفن التصويري لتفسر تعليمها الذي تداخل مع حياة المؤمنين بحيوية وعيش للتقليد المقدس وخاصة عندما صعب عليها إبراز عقائدها من جراء الحذر الذي فرضته الاضطهادات عليها، فكان الفن الكنسي هو إبراز الشخصيات التي عاشت الإيمان ليتمثل بهم المؤمنون في جهادهم ضد قوى الشر، ولحماية المخلص ورسله وشهدائه فكان الفن يقدم هذه الخدمة من خلال رموزه حاملاً هدفاً روحياً ومتضمناً لفحوى عقائدية معبّر عنها بالشكل والألوان، وفهم المؤمنون في العصور الأولى الأفكار العظيمة الخاصة بالإيمان الجديد، من خلال رموز بسيطة مثل     "السمكة" و "الحمل" و "الراعي" و "الطاووسفالسمكة ترمز إلى المسيح، وأعجوبة تكثير الخبز والسمك ترمز إلى القداس الإلهي، والحمل يرمز إلى حمل لله الرافع خطايا العالم، وتضحية إبراهيم بابنه اسحق ترمز إلى التقدمة المقدسة، مثل هذه المواضيع الليتورجية تحدد الدائرة التصويرية الليتورجية التي تشكل حلقة وصل بين دائرتي العقائد والأعياد.

   عقيــدة الأيقونــة:

      يؤكد الآباء القديسون أن التحريم الذي لحق بالتماثيل في العهد القديم، في الوصية الثانية من الوصايا العشر والتي تقول:

    " لا تصنع لك تمثالاً ولا صورة شيء مما في السماء أو النجوم أو على الأرض أو ما تحت الأرض، ولا تسجد لها ولا تعبدها (خروج 4:20).

    كان وارداً لأن الله غير منظور، فإذا صنعت صورة لله تكون في زمن العهد القديم صنماً لأن الله لم يره احد قط أما في العهد الجديد فالأمر مختلف جداً :              

             " الله لم يره احد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر (يوحنا 18:1)

     فبعد أن جاء المخلص صار الله منظوراً وملموساً بيسوع المسيح في الجسد، وبعد أن صار منظوراً صار من الممكن أن نرسمه.

    مخلصنا يسوع المسيح له جسد، والقديسون الممجدون هم أيضاً أصحاب أجساد، ولذلك فهذه الوصية التي وردت في العهد القديم نحن لا ننقضها إذا صورنا الإله في الجسد، وهو الذي قد جاء في الجسد وعاش بيننا، ورأيناه وكلمناه وشفى مرضانا وأقام موتانا وصُلب ومات وقام، لذلك في الأحد الأول من الصوم الكبير نكرم الأيقونات معلنين صحة العقيدة التي وراء تكريم الأيقونات والتي حددها المجمع المسكوني السابع حيث أعطى التعليم الصحيح عن الأيقونة وقال:

     "علاقتنا بالأيقونة علاقة إكرام وليس علاقة عبادة، ونحن ننحني أمامها أو نسجد لها ليس سجوداً عبادياً، ليس كمَنْ يعبد، ولكن سجوداً اكرامياً، والإكرام لا يعود إلى الخشبة التي ترسم عليها الأيقونة ولا يعود إلى الألوان لكن الإكرام يعود إلى الأصل أي إلى المسيح المرسوم عليها بالدرجة الأولى وللعذراء مريم وللقديسين"

     فمن الواضح إذاً أننا لسنا عابدين للصور ولكننا مكرمون للإله المتجسد ولأمه ولأصحابه القديسين الأبرار.

   العبادة هي التوجه إلى الله وحده، اعترافاً بأنه هو الكائن والخالق والرب العادل والمخلص.

   أما التكريم فهو احترام مخلوقات الله التي تعبر عن قدرته وعن محبته، وهكذا نحن نكرم الأيقونات بكونها تظهر شخصيات مقدسة كالرب يسوع وأمه النقية وسائر الملائكة والقديسين، أما العبادة فنقدمها من عمق الكيان إلى الثالوث الاقدس وحده، وما تكريمنا للأيقونات سوى تعبير عن شكرنا للابن الإلهي الذي تجسد واظهر لنا بشخصه صورة الآب السماوي، ولأن القديسين هم متحدون بالمسيح فيليق بهم كل تكريم لأننا بذلك نكرم من أعطاهم النعمة والقداسة.

   لقد أوضح القديس غريغوريوس الكبير طبيعة سجودنا للأيقونات حيث قال:

   " نحن لا نسجد أمام أيقونة المخلص بالضبط كما نسجد لله، ولكننا في الواقع عندما ننظر الصورة نستحضر إلى الذهن من ينبغي أن نعبده مولوداً أو متألماً أو جالساً على العرش، فالأيقونة كالكتاب تستحضر إلى ذهننا ابن الله بسهولة وبذلك فهي إما تبهجنا إن كانت للقيامة مثلاً، أو تغذي نفوسنا إن كانت للآلام ".

   في الأيقونة عندنا جسر إلى السماء، وليس فقط شيئاً يشير ذهنياً إلى المسيح بل مطل سماوي ونافذة سماوية تظهر لنا حقيقة الملكوت.

  لاهــوت الأيقونــة:

     الأيقونات منذ البدء لم يفسرها اللاهوتيون الأرثوذكسيون الأولون وكأنها من خلق خيال فنان بشري ولا اعتبروها إطلاقاً من صنع إنسان بل ظهوراً للنماذج السماوية، الأيقونة في نظرهم هي نوع من النوافذ التي يطل من خلالها سكان العالم السماوي متطلعين نحو الأسفل نحو عالمنا الأرضي، فالنماذج الأصلية السماوية تطبع ذاتها على الأيقونات، ومن خلالها تظهر الكائنات السماوية ذاتها لجماعة المصلين وتتحد بهم.

   اللاهوت الأرثوذكسي يقتني الأيقونة كمفتاح حقيقي لفهم العقيدة الأرثوذكسية، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً باللاهوت الأرثوذكسي فهي في وجهه الآخر ولغته التي تتآلف حروفها من لون وخط، ولم يعتمد فنها في نموه عبر التاريخ على خيال الفرد ومخيلته الإنسان الساقط وتجربته الذاتية كما هو الحال في الأيقنة الغربية، بل استنبط واستقى قواعده وأسسه من لاهوت كنيسة الشرق، ويتبنى فن الأيقونة تقليداً متماسكاً يؤهله للشهادة، يتمثل في منهج كامل يحدد قوانينه المقدسة ومعانيه الدينية وتقنياته وألوانه.

    لذلك صار هذا الفن في خدمة الكنيسة يتغذى منها ويحول رؤياها الكتابية إلى رؤيا بالرسم واللون، تعلم الكنيسة بأن الصور المقدسة هي كتب مفتوحة تذكرنا بالله، وما يقوله الإنجيل بالكلمات تعلنه الأيقونة بالألوان، لم يعتمد هذا الفن على الخيال الفردي والتجربة الذاتية الشخصية، بل راح يستمد قواعده وأسسه الثابتة من خلال الرؤيا الدينية، من هنا جاءت جمالية الأيقونة جمالية صوفية قوامها المنظور والرؤية المادية ومشروعها تجسيد رؤيا الإيمان.

  ميزات الأيقنة الأرثوذكسية والأيقنة الغربية بعد القرن 15

   ما يهم الكنيسة الأرثوذكسية جمال العالم الروحي، لذلك تحاول أن تصبح مفسرة لذلك العالم بالوسائل التي تخصصها أي بالفن، ولكن بما أن العالم الروحي لا يوصف بل يُعبَر عنه، لذلك لا تحاول الأيقنة الأرثوذكسية أن تمثل، بل أن تعبر عن مواضيعها.

    الأيقنة الأرثوذكسية لا تسعى إلى الجمال حسب الطبيعة، ولكن الهدف السامي لرسم القديسين الأرثوذكسيين هو للتعبير عن مرتبة القداسة التي لا يمكن أن تصبح محسوسة بطبيعتها من قوانين الخير والجمال حسب الطبيعة، فهي تمثل أشخاص العالم السماوي بطريقة تختلف عن الطريقة التي يمثل بها الأشخاص الذين يعيشون بعد في العالم الحاضر.

    الأيقنة الغربية تشكلت فيها طريقة الفن على أساس نماذج من أشخاص طبيعيين، فرسم المسيح كهيئة شاب جميل حالم، كما أن بعض النساء المقربات للرسامين وعشيقاتهم أصبحن نماذج لجمال والدة الإله الفائقة القداسة، أي أن تلك المرأة قد أقرضت جمالها للسيدة العذراء، كما فعل ليوناردو دافنشي عندما رسم أيقونة العشاء الأخير وجعل القديس يوحنا الحبيب مشابهاً لصاحبة صورة موناليزا الشهيرة وهكذا دواليك، فالأيقنة الغربية تفتقر كثيراً إلى الروحانية السماوية وتصطبغ بصبغة وطابع الجمال الطبيعي المستورد من بعض الأشخاص وخاصة النساء، مما يجعل الأيقونة عبارة عن صورة فوتوغرافية يطغي عليها طابع الجمال الطبيعي الخلاب عوضاً أن تكون جمالاً روحياً سماوياً يعتمد على الإيمان.

    الأيقونــات الحلبيــة

في منتصف القرن الخامس عشر، كانت بيزنطة تحتضر، الإمبراطورية الرومانية الشرقية بادت لكن الكنيسة استمرت وظلّ فنها يشعّ.، وفي ظل الحكم العثماني، عرفت الأيقونة قمة ازدهارها وتجددها بفضل الطاقات الخلاقة الجديدة، كما انتشرت مدارس رسم الأيقونات المتعددة وتوحّدت، وبدأ راسمو الأيقونات من يونانيين وسوريين يمارسون نشاطاً واحداً، معتمدة لغة واحدة مشبعة بألوان متعددة خاصة بها، والأيقونة، بانفتاحها الدائم على غير المنظور تحتفل بالقداسة بالخطوط والألوان كاشفة "مسكن الله مع الناس" (رؤيا 21، 3).

في أنطاكية، أتى نتاج من الأيقونات كبير ليكمّل النتاج المتتابع في العالم اليوناني-البلقاني، ويبدو أن محترفاً حلبياً قد شكًل مركز هذا النتاج الرئيس، رائده الكاهن يوسف المصوّر (1614-1665)، وكان رساماً فذاً، وهو مؤسس سلالة من راسمي الأيقونات (المدرسة الحلبية) امتدت من الأب إلى ابن الحفيد: يوسف، نعمة الله، حنانيا وجرجس، إن تحولات هذا النتاج المتتابع من جيل إلى آخر تعكس بوضوح التحولات التي عرفتها أيقونة العصور الحديثة فتتجلى في إبداع يوسف لأمانة التقليد اليوناني؛ أما عمل نعمة فيبدو أكثر فرادة، تطويعه لعناصر الصناعة في تجدد دائم، وقد أغنى هذا الرسام النماذج الأصلية باستحداثه عناصر جديدة، أخيراً يمثل عمل يوحنا مرحلة انتقال، أما آخر لسليل الأسرة فشاهدٌ على انحطاط الفن إلى ما بعد البيزنطي.

تجد أجمل الأيقونات الحلبية في دير سيدة البلمند وفي كنيسة رقاد السيدة العذراء بحلب. تبنّى الرسام النماذج السائدة بأمانة، وتطور تدريجياً نحو كتابة مبتكرة، ومهمة راسم الأيقونات تكمن في استنباط أشكال جديدة، إذ يعود إلى المصادر يستمد منها، ثم ينتقي ويهندس نماذج جديدة.

    تحتلّ الأيقونات الحلبية، وهي أروع أعمال الفن السوري المسيحي، مكان الشرف في تاريخ الفنّ إلى ما بعد البيزنطي، فهي تتعدى كونها مجرد إعادة لنتاج مستنفد، لتنمّ عن ابتكار أمين ومجدد يشعّب التقليد الموروث ويحييه.

      وتعتبر أيقونة القديس "سمعان العامودي الصغير" الذي عاش قرب أنطاكية أنها مثال للأيقونة الحلبية، ففيها نرى ولأول مرة الخطوط العريضة للأيقونة الحلبية، ويعتبر القس نعمة الله (1650-1722) من ابرز رسامي المدرسة الحلبية، وتعتبر تحفته أيقونة "العذراء الهادئة" التي رسمها عام 1893 تحفة الأيقونات الحلبية على الإطلاق، والشماس حنانيا هو ابن نعمة الله (1680-1769)، واهم أيقوناته أيقونة "دخول السيدة إلى الهيكل"، المرسومة عام 1704، والشماس جرجس (1715-1777) فقد تأثر بالفن الغربي في الأسلوب والموضوع حسب كمتطلبات عصره فصب ذلك الفن والأسلوب في أيقونته الفريدة "الحبل بلا دنس"، أما ايقونة "سيدة التفاحة والوردة التي لاتذبل"، وأيقونة "الضابط الكل" اللتان في مطلع المقال فهما للشماس حنانيا بن نعمة الله وقد رسمهما عام 1726.

الختن سمعان الصغير الحبل بلا دنس العذراء الهادئة دخول السيدة إلى الهيكل

 

  أيقونــات عجائبيــة وصــور فنيــة

  صورة يسوع العجائبية:
    في مدينة اللاذقية وفي احد منازل أبنائنا المؤمنين، وُجِدَتْ هذه الصورة  وهي بقياس /50X40/ سم قدمها لهم احد الرسامين الذي رسمها بقلم الفحم الأسـود فقط، وبعد عدة أشهــر ابتدأت تتلون من تلقاء نفسها وبطريقة عجائبية، وبدت سمات التعذيب واضحة  على وجه الرب يسوع تبارك اسمه وتمجـد، ومن شاهد صورة السيد المسيح الظاهرة على  كفنه المقدس المحفوظ في مدينة تورينو بايطاليا فإنــه يجد مدى التطابق الكبير والعجيب والواضح  بين الصورتين.

حياة الرب يسوع متجسدة في وجهه:
    رسم احد الرسامين المشهورين صورة للرب يسوع وجَسَّدَ فيها كل حياته الأرضية منذ مولده وحتى ارتفاعه إلى السماء في وجهه المقدس، فكانت صورة في غاية الإتقان والفن في الرسم.
    لقد تفنن الرسامون في رسومات مختلفة للسيد المسيح له المجد وللسيدة العذراء، وراح كل واحد منهم يتسابق مع الآخرين في صب فنه وخيالاته في الصورة التي يرسمها، وهذه إحدى الصور الفنية عن حياة الرب يسوع.

جثمــان البابــا كيرلــس الســادس بابـــا أقبــاط مصــر:
    في احد قبور الكاتدرائية القبطية في القاهرة، سُجيَ جثمان البابا كيرلس السادس للأقباط الأرثوذكس في العالم، وفي أحد الأيام سمع خادم الكاتدرائية صوتاً ينبعث من القبر وتقول: "إنني حي ولست مائتاً"، فلم يكترث في بادئ الأمر وظن انه يتوهم، إلا أن الصوت قد تكرر عدة مرات ولعدة أيام، مما جعل الخادم يتيقن من صحة ما يسمعه، فهرع إلى قداسة البابا شنودة الثالث وأبلغه بالأمر الذي أيده دون تردد لكثرة العجائب التي قام بها البابــا كيرلس في حياته ومماته، فهرع البابا مع لفيف من رجال الإكليروس، وفتحوا القبر واندهش الجميع مما شاهدوه، لقد كان جثمان البابا الراحل كما هو أثناء دفنه تماماً دون أن تؤثر به أية
علامة من علامات الانحلال رغم مرور/35/ سنة على رقاده، كان نضراً وكأنه دفن للوقت، حتى أن القربانة التي يحملها بيده ما زالت كما هي طرية طازجة كما وُضعت، والورود المحيطة به طرية كما نُثرت على جثمانه المبارك، فأمر قداسة البابا شنودة بوضع الجثمان في تابوت زجاجي ليتبارك منه الجميع، وتم تصويره وتوزيعه على كل المؤمنين، فعجيب الله في قديسيه .

                    فبشفاعاتــه اللهــم ارحمنــا وخلصنــا، آميــن

الجمجمــة العجيبــة:
     مصر
بلد العجائب والغرائب، ففي منطقة اخميم في الصعيد المصري، استشهد أثناء الاضطهادات المستمرة حتى يومنا هذا ما يقارب عن /14/ ألفاً من أبنائها المسيحيين من اكليروس  وعلمانيين، ومن بينهم الأسقـــف اسحق صاحب هذه الجمجمة، فبعد العثور عليها صدفة ووضعهــا في إحـدى الكنائــس المصرية لأنها وُجدت في مكان الاستشهاد دون أن يعرف صاحبها، ابتدأ الجلد والشعر يظهران عليها كما هو ظاهر في الصورة الفوتوغرافية المأخوذة لها، وظهر صاحبها لكاهن الكنيسة وأعلن عن نفسه بأنه الأسقف اسحق الذي نال إكليل الشهادة مع بقية رفاقه الشهداء، وطلب منه أن تُغطى ولا تُكشف إلا في الحالات الضرورية، فعجيب الله في قديسيه.

العـذراء الباكيـة:
  مساء يوم الجمعة الواقع في 22/نيسان/1994 وخلال القداس الإلهي في كنيسة القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في مدينة نيويورك، لاحظ الجميع أن أيقونة والدة الإله العذراء الكلية القداسة تنهمر من عينيها دموعاً ممزوجة بدم بشري بغزارة وسخاء، فانتابهم الذعر والخوف والهلع وراحوا يصلون ويتضرعون إليها بحرارة لإنقاذهم من أية كارثة قد تحل بالبلاد، وترجموا الظاهرة على أنها إشارة وتنبؤ إلى وقوع كارثة ما، وما أن حل يوم الحادي عشر من أيلول عام 2001 حتى تحققت توقعاتهم وصدقت ترجمتهم، فقد دُمرت الكنيسة بكاملها وقتل عدد كبير من المصلين فيها من الانفجار الهائل الذي حصل في بنايتي "مركز التجارة العالمية" لقربها من مكان الحدث، وهكذا سبق فبكت العذراء بدموع سخية ممزوجة بدم بشري على أولادها ومحبيها والمؤمنين بقداستها الذين كانوا الضحية البريئة لهذا العمل الإرهابي والإجرامي الشنيع.

فأيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا

البطريـرك اليـاس الرابـع معـوض:
   خلال زيارة صاحب الغبطة المثلث الرحمات البطريرك الياس الرابع معوض بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إلى الجمهورية البرازيلية في السبعينات، أقام غبطته قداساً إلهياً في كاتدراية سان باولو، حضره رئيس الجمهورية مع عدد كبير من رجال الدولة والسلك الدبلوماسي وشخصيات عديدة مختلفة، وخلال القداس إذا بالتيار الكهربائي ينقطع في كل المحلة فجأة، وكان المصورون والصحفيون منهمكين بالتقاط الصور التذكارية بهذه المناسبة الفريدة وخاصة ضمن هيكل الكنيسة حيث كان صاحب الغبطة المثلث الرحمات يبخر القرابين المقدسة فوق المائدة المقدسة، فلاحظ جميع الموجودين رغم أن التيار منقطع في كل مكان إلا أن ضوءً غير مألوف يشع في الهيكل دون بقية الكنيسة والمصورون داخل الهيكل لم يلاحظوا أو يعلموا شيئاً عن انقطاع التيار أبداً لوجود هذا الضوء العظيم في الهيكل، معتقدين أن كل شيء على ما يرام، وعند إظهار الصور التي التقطت في الهيكل في تلك اللحظة ظهرت هذه الصورة التي يُشاهَد فيها رسم حمامة الروح القدس قد ظهرت فوق القرابين المقدسة أثناء التبخير وقد انبثق منها شعاعان من النور الإلهي لتبريك القرابين المقدسة، مما يدل على قداسة غبطته، فنُشرت هذه الصورة في جميع صحف ومجلات البرازيل في حينها.

أيقـونة السيـدة العـذراء مرسومـة  بيد القديس لوقا الإنجيلي:
    
هذه الأيقونة للسيدة العذراء والدة الإله الكلية القداسة، وهي إحدى الأيقونات العجائبية التي رسمها القديس لوقا الإنجيلي بيده المباركة، وهي من التحف الأثرية والفنية البالغة القيمة، حيث أن القديس لوقا كان قد عاصر والدة الإله وتعّرف عليها عن كثب، وهي موجودة الآن في دير القديس مرقص في مدينة القدس، مع العلم أن للقديس لوقا الإنجيلي عدة أيقونات للسيدة العذراء ما زالت باقية حتى اليوم منتشرة في أرجاء العالم.

    فبشفاعاتها اللهم ارحمنا وخلصنا، آميــن

صـورة يسـوع المسيـح المعتقد بأنها الحقيقيـة:
  
في عام 1506 جاء إلى قرية مونابيلو الايطالية شخص مجهول ومعه ظرف سلمه إلى راعي الكنيسة وذهب، ولما فتحه الكاهن وجد فيه وشاحاً مرسوماً عليه وجه الرب يسوع وكأنه رُسم بالطريقة الضوئية، وفي عام 1645 تحقق منها الراهب الكبوشيني دونالدو بوندا فتأكد بأنه المنديل المقدس الذي طُبع عليه وجه الرب يسوع، وفي مطلع القرن العشرين تم تطابق هذه الصورة مع صورة وجه الرب يسوع على الكفن المقدس فتطابقت الصورتان بالنسبة للكدمات، والأورام والجروح، والدماء وتم الاعتقاد بأنها صورة وجه الرب يسوع الحقيقي.

   أما الدير المحفوظة فيه فهو دير للرهبنة الكبوشية في القرية المذكورة أعلاه وما زالت حتى الآن تحظى بالإكرام والإجلال من الجميع، وُتحفظ في مكان بالغ في الحرص والحراسة.

  أيقونـة السيـدة العـذراء والأفاعـي:
    في قرية ماركوبولو في جزيرة كيفالونيا اليونانية، التي تبعد حوالي/25/كم من عاصمة الجزيرة أرغوستولي تجري فيها ظاهرة غريبة كل عام وفي الأيام التي تسبق عيد رقاد والدة الإله الواقع في 15 آب، وبعده تتوقّف هذه الظاهرة ويعود كل شيء إلى مجراه الطبيعي، وتُنقل هذه الظاهرة على شاشات التلفاز اليوناني بشكل مباشر ليشاهدها الجميع في كل أنحاء البلاد، حيث أن أفاعي غير سامة مختلفة الأحجام تظهر بأعداد كبيرة بين 6-15 من شهر آب في كنيسة السيدة العذراء وتتحرّك بين الناس دون أن تؤذي أحداً من المصلين، فيقف بعضها أمام أيقونة والدة الإله، وبعض المصلين يحملونها على أجسادهم ويداعبونها بأيديهم، والبعض الآخر يكتفي بمشاهدتها والتقاط الصور التذكارية بقربها، والناس يقصدون الكنيسة بالآلاف من أمكنة بعيدة وقريبة ليشاهدوا هذه الظاهرة الغريبة، وفي هذه الأيقونة للسيدة العذراء تظهر إحدى الأفاعي وكأنّها في موقف عبادة، والغريب في الأمر أنك تظهر على رؤوسها علامة تشبه علامة الصليب.
   بعد الاستطلاع، تبيّن أنّ الكنيسة كانت في الأساس ديــراً نسائياً دكّه العثمانيون عند احتلالهم لبلاد اليونان، وأرادوا الاعتداء على الراهبات واغتصابهن، وفجأة ظهرت لهم الأفاعي السامة وأرعبتهم فلاذوا بالفرار، ومنذ ذلك الحين لاحظ الناس ظهور أفاعي غير سامة في المكان كل عام وعند اقتراب عيد رقاد والدة الإله تذكاراً لما حدث ولقدرة الله على إبعاد الشر والأشرار عن عابديه.
    لم يبقَ لديكَ عزيزي المشاهد سوى أن تذهبَ أنتَ بنفسكَ إلى مركوبولو بين 6-15 من شهر آب لترى بنفسكَ، فإلى أن تذهب وتتأكّد، فإذا ما ساورتك الشكوك فصدّق على الأقل بتحفّظ على ما جرت روايته على لسان شهود عيان، ومجّد الله إن أحببت، وإلاّ فاصمت ودع الناس يمجّدون الله ولا تعثرهم بشكوكك غير المبرّرة كما يفعل البعض!..

  أيقونـة العـذراء البوابـة "العجائبيـة":
     في زمان الاضطهادات الشرسة على المسيحيين من قبل أباطرة روما الوثنية والإمبراطورية العثمانية البادية، وحرب الأيقونات الذي دام مئة عام، خافت إحدى الأرامل المسيحيات أن تقع أيقونتها العجائبية في أيدي المضطهدين الظالمين فألقتها في البحر لحمايتها منهم، فسارت الأيقونة على وجه المياه إلى أن وصلت إلى الجبل المقدس (آثوس) في اليونان، فأخذها رهبان الجبل إلى داخل الدير، إلا أنها انتقلت من تلقاء نفسها إلى فوق بوابة الدير فانصاع الرهبان لأمرها.
   هاجم الدير قراصنة فصدتهم الأيقونة عن الدير وحمته منهم، فطعنها أحدهم في رقبتها بخنجره وللحال نزف الدم من رقبتها، ولا زال أثره باقٍ على رقبتها حتى يومنا هذا، وهذه الأيقونة تعتبر من أهم الأيقونات العجائبية في العالم وهي موجودة حتى الآن في احد أديرة رهبان الجبل المقدس (آثوس) في اليونان.

فبشفاعاتها أيها الرب يسوع ارحمنا وخلصنا، آميــن.

   أيقونـة سيدة صيدنايا العجائبية في "أنطاكية":
   السيد بيترو اسود، مرتل تقي في كنيسة القديسين بطرس وبولس في أنطاكية يملك أيقونة من الورق المقوى جاءته من دير سيدة صيدنايا، يكرمها ويوقد لها القنديل ويبخرها ويصلي أمامها مساء كل يوم بعد عودته من الكنيسة، وفي عام 1979 أراد الانتقال إلى دار أخرى بعد وفاة زوجته، وعندما همَّ بنقل الأيقونة إلى الدار الجديدة إنذهل عندما شاهد الزيت يتدفق منها بغزارة وبثخن "خيط القنب" متجهاً إلى "عتبة" الغرفة ومنها إلى فناء الدار، فعرف أن السيدة العذراء  ترفض تغيير مكان أيقونتها، فتركها وأعاد كل أثاث بيته إلى مكانه الأول، وانتشر الخبر بسرعة فائقة فحضر إمام الجامع وقائمقام أنطاكية وتحققوا من صحة الأمر، وطلب الإمام من المسلمين زيارة هذه الدار والتبرك من الأيقونة، مما اضطرت الشرطة المحلية إلى تنظيم الدخول والخروج من الدار لكثرة الوافدين إليها ولعدة أشهر.
   وما زال هذا الزيت يتدفق حتى يومنا هذا، وقد وُزِع منه الكثير جداً ولم يتوقف وإذا قمتَ بزيارتها تشاهد فناء الدار، وعتبة الغرفة مليئين بالقطن المبلل بالزيت المقدس، وعندما أرسلتْْ عينة منه إلى مخابر اسطنبول لتحليله كانت النتيجة بأنه "زيت زيتون مطيَّب من نوع خاص غير موجود منه في العالم أجمع"، والغريب في الأمر أنه يتطاير بعد دقائق قليلة من استخدامه.

    أيقونـة قـازان الروسيـة العجائبيـة:
  في عهد الشيوعية السوفيتية حُطمت بعض المقدسات الكنسية وبيع بعضها الآخر بأسعار رخيصة لكي لا يتعلق بها الشعب الروسي ثانية، ومنها الأيقونة القازانية العجائبية التي اختفت عام 1920 المغطاة بغطاء من الذهب المرصع بالجواهر والزمرد والألماس والزفير والروبين الشرقي، وظهرت مع احد تجار التحف في لندن حيث وصل ثمنها في الخمسينات إلى /3/ ملايين دولار، وانتقلت إلى البرتغال ومنها إلى أميركا ومنها إلى الفاتيكان في جولة عالمية شيّقة حدثت خلالها معجزات شفاء لعدة أمراض مستعصية، وبعد مفاوضات طويلة الأمد ومعقدة مع الحكومة الروسية بجهود رئيس الوزراء فلاديمير بوتن والبطريرك ألكسي بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية، تم الاتفاق على تسليمها من قبل الفاتيكان، وعادت الأيقونة المقدسة إلى موسكو عام 2004 فزيِّحت بزياح مهيب رسمي وكنائسي وشعبي في عيد انتقال السيدة العذراء 28/9/2004 حسب الطقس الشرقي، وبعد عام انتقلت إلى كنيسة الصليب المقدس في مدينة قازان الروسية حيث موطنها الأصلي.

 

أيقونة "ملكة الكل" الشافية من السرطان

   في العالم أيقونات عجائبية عديدة لوالد الإله، منها "فرح كل المحزونين" و "الباحثة عن الضائع" و "العليقة غير المحترقة" و "المغذية باللبن"...، تظهر هذه الأسماء بعينها كيف تدفق والدة الإله رحمتها ونعمتها، اللتين لا ينطق بهما، بواسطة هذه الأيقونات كل منها بطريقة خاصة وفريدة، ويفيد التقليد الكنسي أخبار العناية العجائبية التي لم تزل والدة الإله تقدمها للمسيحيين على مدى الأجيال.

    وهناك أيقونة عجائبية أخرى، وبحسب مشيئة الله، مجّدها الله في أيامنا هذه، المفتقرة إلى التقوى والوافرة بالمآثم والأحزان، بواسطة شفاءات عجائبية للأمراض الروحية والجسدية، تعرف هذه الأيقونة في اليونانية Pandanassa"" أي "ملكة الكل".

   هذه الأيقونة موجودة في دير فاتوبيذي في الجبل المقدس منذ القرن السابع عشر، بعد فترة وجيزة من وضعها في الكنيسة الرئيسية في الدير المذكور، حصلت الأعجوبة التالية:

    فقد أتى يوماً أحد الشبان إلى الكنيسة راغباً بتكريم أيقونة والدة الإله الموقرة، وفيما هو يقترب منها إذا بوجه العذراء القديسة بدأ فجأة باللمعان وقوة غير منظورة طرحته أرضاً، فلما عاد إلى رشده اعترف بعبرات إلى الآباء بأنه كان يحيا بعيداً عن الله، وبأنه كان يتعاطى الشعوذة، ومنذ حدوث تدخل العذراء العجائبي، غيَّر الشاب مسلك حياته وغدا مسيحياً تقياً.

   هذه الأيقونة "ملكة الكل" مُجدت أيضاً من خلال عدة أشفية لمرضى السرطان المنتشر بكثرة في أيامنا هذه، لهذا السبب فإن رابطة الرحمة التي هي على اسم القديس البار يوحنا كرونشتادت، والتي تعمل في جناح الأمراض السرطانية للأولاد، التابعة لمؤسسة الأبحاث العلمية في موسكو، وببركة قداسة البطريرك ألكسي الثاني، طلبت أن تصنع نسخة عن هذه الأيقونة، ورداً على ذلك فإن رئيس دير فاتوبيذي الارشمندريت افرام، بارك القيام بنسخ هذه الأيقونة العجائبية "ملكة الكل" للشعب الروسي.

   لما انتهى رسم الأيقونة وُضعت على مذبح الكنيسة الرئيسية لمدة /40/ يوماً لتكريسها، ثم أرسلت إلى روسيا ووصلت في 21/آب/1995، فاستقبلها أكثر من مئة أسقف وكاهن، واقيمت خدمة خاصة في كاتدرائية رقاد والدة الإله في الكرملن.

   أول الأمر حُفظت في بين كاهن ورع، ومن هناك أخذت إلى مستشفى لداء السرطان في موسكو، حيث أقيمت الابتهالات أمامها، بعد ذلك بدا واضحاً التحسن الملموس في حالات المرضى.

   بعد فترة وجيزة، نُقلت إلى موضع جديد وهو كنيسة جميع القديسين في دير نوفو-ألكسيفسكس السابق، هناك كتب "مديح" لهذه الأيقونة سنة 1996، جمع بين ميزات الأصل اليوناني والتقاليد الروسية للترتيل الكنسي، يُقام كل يوم أحد في كنيسة جميع القديسين ابتهال من المديح لوالدة الإله "ملكة الكل"، وفي نهاية الابتهال يبارك الزيت ليوزع على السقماء من اجل مسح المرضى، أما وثائق الأشفية العجائبية التي أجرتها والدة الإله بواسطة أيقونتها العجائبية، فتحفظ في كنيسة جميع القديسين.

   بعض عجائبها ومعجزاتها:

  منذ بضع سنوات اكتشف بأن ألكسندر الذي الشاب كان مصاباً بورم الشرايين في أسفل جمجمته، فباشر يُشارك بالابتهالات المقامة أمام الأيقونة فابتدأت الدرنة تضمحل بشكل ملحوظ إلى أن اختفت تماماً.

  وخضعت امرأة مسنة مصابة بالسرطان من الدرجة الثالثة، لعملية جراحية فاستأصل قسم من أمعائها، لم تخضع لأي علاج كيميائي أو إشعاعي، بل كانت ابنتها تقرأ المديح ل "ملكة الكل" يومياً لمدة أربعين يوماً، متضرعة لشفاء والدتها، وكانت تمسحها بالزيت المقدس، فعادت معافاة وبصحة جيدة تماماً.

   وهناك طفلة عمرها سنة ونصف أصيبت بسرطان الكبد، فابتدأت والدتها بحسب نصيحة احد المؤمنين بالصلاة بحرارة أمام الأيقونة، وكانت غالباً ما تأخذ ابنتها لتتناول القدسات، وتمسحها بالزيت المقدس، فبعد مرور شهر ونصف أعلنت الأم ومحياها مشرق بالبهجة إلى أصدقائها قائلة: "يوم أمس ذهبنا إلى المستشفى وكانت نتيجة التحاليل ممتازة جداً، والأطباء مندهشون جداً" فبهذا تسلم الوالدان السعيدان ليس شفاء ابنتهما فقط بل لؤلؤة الإيمان الثمينة أيضاً، وبعد إقامة ابتهال شكري اقترنا في الكنيسة، وأصبحا مسيحيين ليس فقط بالاسم بل أيضاً بمسلك حياتهما.

 "افرحي يا مَنْ تبرئ بالنعمة أسقامنا"

  صلاة:

   يا والدة الإله الممتلئة نعمة، المذهلة "ملكة الكل" لستُ أهلاً لتدخلي تحت سقف بيتي، لكن بما أنك والدة الإله الرحيم تفوهي بالكلمة لتبرأ نفسي ويتشدد جسدي الواهن، وبما أن لكِ القدرة التي لا تقهر قولاً وفعلاً يا ملكة الكل، تضرعي من أجلي وأحرزي لي النصر، لأمجد اسمكِ الفائق التمجيد دوماً، الآن وكل آن والى الدهور التي لا نهاية لها، آمين.

للاطلاع على المديح اضغط هنا