معلومــات دينيــة

- مختلفـة -

 
الكفن المقــدس يسـوع والأبـراج الرقم/7 رمز الكمال الرقم/8 رمز لبداية جديدة
المنــاولات المتواتــرة دينونــة الشعــوب هدايا المجوس المقدسة مَنْ استحق لقب اللاهوتي ؟..
أرقام ذات مدلولات خاصة أين بشر الرسل؟..    

 

النــور المقــدس

    

هلمــوا خــذوا نــوراً مــن النــور الذي لا يغــرب...ومجــدوا المسيــح الناهــض من بيــن الأمــوات

    هذه الأعجوبة التي تبهج و تقوي أرواح المسيحيين، تحدث في كنيسة القيامة المقدسة في مدينة القدس. تحدث كل سنة في عيد الفصح الشرقي الأرثوذكسي، أي في الربيع بعد الفصح اليهودي، فالفصح الأرثوذكسي يختلف عن الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية، اعتماداً على حساب مختلف.

   أعجوبة انبثاق النور المقدس من القبر المقدس تحدث سنوياً في نفس الوقت والمكان منذ قيامة المسيح من بين الأموات، في كنيسة القيامة وهي أقدس مكان في العالم كله، حيث صُلب المسيح ومات بالجسد ودفن و قام من القبر المقدس في اليوم الثالث ساحقاً قوة الجحيم.

   ففي الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت العظيم المعروف بسبت النور ينبثق نور الرب يسوع الحقيقي من قبره المقدس في كنيسة القيامة في مدينة القدس ويتنور به كل مؤمن موجود داخل الكنيسة، وفي الثلاثة والثلاثين الدقيقة الأولى لانبثاقه يأخذ النور مواصفاته الأساسية ويبدأ المؤمنون بتنوير أنفسهم وأجسادهما دون أن يحرقهم، كما يظهر ذلك في الصورة،وبعدها يأخذ مواصفات النار.

   في الساعة العاشرة من صباح يوم السبت العظيم يقوم بعض الرسميون والمسؤولون من حراس القبر بتفتيش القبر جيداً والتأكد من خلوه وسلامته من أية مادة قابلة للاشتعال، ثم يختمونه بقطعة كبيرة من الشمع والعسل، ويضع كل مسؤول ختمه عليه أمام مرأى جميع الحاضرين، وفي الساعة الرابعة من بعد الظهر يبدأ الاحتفال بتطواف البطريرك والأساقفة والكهنة والشمامسة حول القبر ثلاثة مرات يتقدمهم حملة الرايات والشموع والصلبان، ثم يتقدم البطريرك نحو القبر المقدس حيث الرسميون في انتظاره، فينزع البطريرك ملابسه الأسقفية إلا قميصه الأبيض(الاستخارة)، ويحمل معه رزمتين من الشمع تدعى "الفِنْد" كل واحدة منها تحوي على/33/شمعة غير مضاءة، فيقوم بتفتيشه كل من حاكم القدس ومدير شرطتها ليتأكدا من عدم وجود أية مادة قابلة للاشتعال معه قد يستخدمها لإشعال الشموع، فينزعون الختم عن باب القبر فيدخله البطريرك لوحده فقط، فيركع عند القبر ويتلو الصلوات والتضرعات ليرسل الرب يسوع نوره المقدس ليقدس المؤمنين، وبينما هو يصلي يتدفق النور من القبر المقدس ويشعل كل قناديل الزيت أولاً والمطفأة قبل يوم من الاحتفال بصورة عجائبية، كما يشعل الشموع في يدي البطريرك فيخرج بها من القبر ليضيء شموع المؤمنين.

   يقول البطريرك ثيوذوروس للروم الأرثوذكس:

"إنني أركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر بتقوى، وأواصل الصلاة بخوف وخشوع، و هي صلاة كانت وما تزال تتلى، وعندها تحدث أعجوبة انبثاق النور المقدس ( النار المقدسة) من داخل الحجر المقدس الذي وضع عليه جسد المسيح الطاهر.

ويكون هذا النور المقدس ذو لون ازرق ومن ثم يتغير إلى عدة ألوان، وهذا لا يمكن تفسيره في حدود العلم البشري، لأن انبثاقه يكون مثل خروج الغيم من البحيرة، و يظهر كأنه غيمة رطبة ولكنه نور مقدس.

ظهور النور المقدس يكون سنويا بأشكال مختلفة، فإنه مراراً يملأ الغرفة التي يقع فيها قبر المسيح المقدس. وأهم صفات النور المقدس انه لا يحرق، وقد استلمت هذا النور المقدس ستة عشرة سنة ولم تحرق لحيتي. ويظهر كعمود منير، ومنه تضاء الشموع التي احملها، ومن ثم اخرج وأعطي النور المقدس لبطريرك الأرمن والأقباط وجميع الحاضرين".

والنور المقدس يضيء بعض شموع المؤمنين الأتقياء بنفسه، ويضيء أيضاً القناديل العالية المطفأة أمام جميع الحاضرين، ويطير كالحمامة إلى كافة أرجاء الكنيسة، ويدخل الكنائس الصغيرة مضيئا لها كل القناديل.

     وفي عام 1994 انطلقت كرة من النور المقدس من داخل القبر قبل خروج البطريرك وأضاءت شموع بعض المؤمنين الأتقياء، وقنديل إحدى الإيقونات المعلقة في الكنيسة، واستقرب قرب احد الأعمدة.

  صفات النور المقدس:

  أ) لا يحرق أي جزء من الجسم إذا وقع عليه، وهذا برهان على ألوهية المصدر، وله صفات فوق الطبيعة.

 ب) ينبثق بتضرعات البطريرك الأرثوذكسي وتضرعاته.

ج) يضيء شموع بعض المؤمنين بنفسه، و ينتقل من جهة إلى أخرى ليضيء القناديل في الكنيسة المقدسة ويقول الكثيرون أنهم قد غيَّروا حياتهم وأصلحوا معاملاتهم مع الآخرين وامتلئوا من التقوى والإيمان بعد حضورهم هذه العجيبة المقدسة.

متى ظهر أول وصف لهذه العجيبة؟..

أول كتابة عن انبثاق النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في أوائل القرن الرابع، والمؤلفون يذكرون عن حوادث انبثاق النور في أوائل القرن الميلادي الأول، نجد هذا في مؤلفات القديس يوحنا الدمشقي والقديس غريغوريوس النيصي. ويرويان: "كيف أن الرسول بطرس رأى النور المقدس ينبثق من قبر المسيح حيث بنيت كنيسة القيامة، وذلك بعد قيامة المسيح بسنة أي سنة 34 ميلادي".

ورئيس دير روسي يدعى دنيال يروي في مذكراته التي كتبت ما بين سنة 1106_ 1107عن وصف دقيق لهذه العجيبة، الذي شاهده أثناء وجوده في القدس، ويصف ذلك قائلاً:"إن البطريرك الأرثوذكسي يدخل إلى الكنيسة حاملاً شمعتين، فيركع أمام الحجر الذي وُضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدأ بالصلاة بكل تقوى وحرارة فينبثق النور المقدس من داخل الحجر بطيف ازرق اللون ويضيء شمعتي البطريرك، ومن ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين، ويرافق هذه الأعجوبة التي تحدث سنوياً احتفالات ليتورجية قديمة ترجع إلى القرن الرابع".

أما الطوائف الأخرى غير الأرثوذكسية فقد حاولت أن ينبثق النور المقدس في أعيادها على أيدي بطاركتها، و لكن دون فائدة على الإطلاق، وهنا بعض المحاولات المعروفة تاريخياً:

 1) ففي القرن الثاني عشر قام كهنة من الكنيسة الرومانية اللاتينية بطرد البطريرك الأرثوذكسي، والصلاة من اجل انبثاق النور المقدس، ولكن لم ينبثق النور على أيديهم، لأن الله قد عاقبهم على فعلتهم الشنيعة بأخيهم البطريرك الأرثوذكسي.

2) والأعجوبة الثانية حدثت سنة 1549 مع الأرمن، عندما قاموا بدفع مبلغ كبير من المال للأتراك ليوافقوا على دخول بطريركهم إلى القبر المقدس لينبثق النور بوجوده، فطرد الأتراك البطريرك الأرثوذكسي خارج الكنيسة مع رعيته، فوقف حزيناً عند باب الكنيسة قرب أحد العواميد، فانشق العامود من وسطه وانبثق منه النور المقدس، فأشعل البطريرك شماعاته منه ووزعها على أبناء رعيته، ولم يحرمهم الله من نعمة وبركة انبثاق النور، وما زال العامود باق حتى يومنا هذا شاهد عيان للعالم كله..

فرأى ذلك مؤذن جامع كان قريباً من المكان، فأعلن إيمانه بالمسيح وتبع الدين المسيحي، كما كان هناك أيضاً جندي تركي شاهد هذه الأعجوبة إذ كان واقفاً فوق سطح منزل بالقرب من بوابة كنيسة القيامة، فصرخ بأعلى صوته:

"إن المسيح هو الله"، ورمى نفسه من علو 10 أمتار، ولم يلحقه أي ضرر بل طبعت آثار أقدامه على الحجارة التي سقط عليها والتي تحولت بقدرة الله كالشمع طرية تحت قدميه، وأصبحت شاهدة عيان على صحة هذه الأعجوبة على الرغم من محاولة الأتراك طمسها ولم يستطيعوا، فقاموا بقتل الجندي وحرقه بكل وحشية بالقرب من بوابة كنيسة القيامة في القدس فنال إكليل الشهادة من الرب يسوع، فجمع اليونانيون عظامه ووضعوها في دير بناجيا، وبقيت عظامه حتى القرن التاسع عشر الميلادي تنشر الرائحة الذكية العطرية.

هذه الحادثة جرت في عهد السلطان مراد الخامس، وفي عهد البطريرك صفرونيوس الخامس، وما زال العمود المفلوق شاهد على هذه الأعجوبة إلى يومنا هذا، ويقوم الزوار الأرثوذكس بتقبيل هذا العمود عند دخولهم كنيسة القيامة المقدسة للتبرك منه، والمسلمون الذين ينكرون صلب المسيح و قيامته، قد وضعوا عراقيل كثيرة في طريق هذه المعجزة، فالمؤرخ البيروني المعروف عند المسلمين قال: "أن حاكماً مسلماً قد دس فتيلاً مصنوعة من النحاس بدل الفتيل التي تشتعل من النور وذلك لإحباط حدوث المعجزة والاستهزاء بها، إلا أن الرب الذي أراد أن يظهر حقيقة أعجوبته ويفضح عمل الحاكم الشرير فقد جعل النور المقدس ينبثق ويضيء القتيل المصنوع من أسلاك النحاس تمجيداً للثالوث القدوس".

صلاح الدين الأيوبي والنور المقدس:

المؤرخ انجليزي "جوتير فينوسيف" قد وصف ما حدث سنة 1187. حيث أحب السلطان صلاح الدين الأيوبي أن يحضر هذا الاحتفال الديني (انبثاق النور المقدس) ويتحقق من صحة ذلك، فنزل النور المقدس من الأعلى بشكل مفاجئ.

إلا أن مساعدي صلاح الدين قالوا بأن ا لنور المقدس نزل بواسطة بطريقة اصطناعية، فأطفأ صلاح الدين القنديل المشتعل ولكنه عاد وأضاء ثانية من تلقاء نفسه، فأعاد صلاح الدين الكرّة بإطفاء القنديل مرة أخرى، ولكنه عاد وأضاء أيضاً، وعندها صرخ قائلا:

                                       "نعم، سأموت قريباً أو سأخسر القدس".

لما ذا هذه الأعجوبة غير معروفة في البلاد الأوروبية؟..

البروتستانت لا يؤمنون بالأعاجيب، أما الكنيسة الكاثوليكية فتؤمن بحسب تقليدها بالأعاجيب، ولكن هذه الأعجوبة غير معترف بها لديهم لأن هناك سياسة كنسية خاصة لطمس الحقيقة عنها لأنها ليست تحت سلطانهم، ولذلك فإن الاحتفال يجري سنوياً وبدون مشاركة كاثوليكية رسمية.

صحة هذه الأعجوبة:

كثير من الناس يدّعون أن هذه الأعجوبة هي خدعة يستعملها الأرثوذكس للدعاية لهم، ويعتقدون أن البطريرك يقتني أداة للإضاءة داخل القبر المقدس، ولكن تفتيش السلطات الحاكمة (غير المسيحية) للبطريرك والقبر معاً قبل حدوث الأعجوبة بلحظات، وختم القبر بالشمع من قبلهم وقبل مندوبي جميع الطوائف والجهات الرسمية قد اثبت دحض وزيف ادعاءاتهم، ونحن نؤمن بهذه الأعجوبة المقدسة إيماناً مطلقاً التي بواسطتها يقوي إلهنا وربنا "يسوع المسيح له المجد" إيمان المؤمنين به وبقيامته ويظهر حقيقة كونه إلهاً حقيقياً إلى الأبد.  

قام بالترجمة:

إبراهيم جورج طنوس، وبيرتا جريس بطرس، التي كانت شاهدة عيان لهذه الأعجوبة فوصفتها قائلة:

"عندما كنت معلمة في مدرسة العيزرية في القدس(المدرسة الروسية الأرثوذكسية)، اصطحبني الأرشمندريت ثيوذوسي إذ كان رئيساً للدير اليوناني الأرثوذكسي في العيزرية (مدينة قريبة من القدس)، وعندما وصلنا إلى كنيسة القيامة حيث القبر المقدس وقفنا، وانتظرنا حتى بدأ الاحتفال، وبعدها رأيت بعيني انبثاق النور المقدس من ثقوب الجدران المحيطة، حيث وضع جسد المسيح، وأيضاً شاهدت شموع المؤمنين المنتظرين تضيء من تلقاء نفسها، ولن أنسى طيلة عمري هذا المشهد المهيب وهذه الأعجوبة الإلهية، و كم كانت فرحتي عظيمة لهذا المنظر العجيب".  

المنــاولات المتواتــرة

كل مَــنْ يــأكل جســدي ويشــرب دمــي بــدون استحقــاق يأخــذ لنفســه دينونــة

-الأرشمندريت توما (بيطار)-

   درجت خلال السنوات الفائتة عندنا المناولات بتواتر، قبل ذلك كانت المناولات عزيزة ومكرّمة الناس يتناولونها في المناسبات الكبرى، مرّة إلى أربع مرّات في السنة، وبين الأتقياء لا مناولة إلاّ بعد اعتراف وصوم كامل حتى إلى ثلاثة أيام.

   الكأس المقدّسة كانت بعيدة عن المؤمنين، والمؤمنون بعيدون عن الكأس المقدّسة، غربة الكأس عن الناس جعلتها في نظر المغالين أقدس من أن يَقرُبها العاديون، لأنّهم خطأة.

   لدى البعض الآخر غير ضرورية، مجرّد بند زائد يُستغنى عنه من بنود القدّاس الإلهي، وعملياً ساقط.

   بركة "البروتي"، أي ما يفضل من القرابين المستعملة لإعداد الذبيحة كانت، في نظر هؤلاء، كافية. فلا عجب إذا ما سرت العادة أن يُوزَّع "البروتي" في كنائس الرعايا قبل عرض الكأس: "بخوف الله وإيمان ومحبّة تقدّموا".

  الإنحطاط في تعاطي الكأس المقدّسة في وجدان قوم بلغ حدّاً كان بعض الكهنة معه لا يجد لزوماً أن يعدّ الذبيحة على الإطلاق. فمرّة خرج كاهن بالكأس فتقدّم أحدهم يودّ مساهمة القدسات، فقلب الكاهن الكأس ليقول له أن ليس فيه شيء. طبعاً كان هذا منتهى الجهل والإنحطاط في إطار الواقع الكنسي المعاش يومذاك.

  ثمّ إثر أخذ المعرفة التراثية في الشيوع أخذ العارفون الجدد يضغطون، هنا ويطالبون. ردّدوا قولة القدّيس باسيليوس الكبير وسواه أنّه كان يساهم القدسات أربع مرّات في الأسبوع. بعض هؤلاء العارفين ما لبث أن شقّ طريقه إلى الكهانة فأخذت الأمور تتغيّر. والتغيير زاد إثر بلوغ منفتحين يعلمون سدّةَ الأسقفية. على هذا أخذ الحال يتغيّر حتى بتنا نشهد إقبالاً على القدسات عارماً.

   بعض المؤمنين أنصفهم التدبير الجديد ولا شكّ لأنّهم كانوا أتقياء مستنيرين. ولكن، أكان ما جرى، على الصعيد الجماهيري، دليل عافية؟.. دليل نهضة؟.. هذا ما يظنّه العديدون. لكن استباحة القدسات ولو بدت علاجاً لممارسة شذّت وطويلاً، إلاّ أنّها كانت مجزأة وتالياً مشوِّهة.

  القدسات لا تُتعاطى في ذاتها بل في ارتباطها بحالة إيمانية محدّدة: العلاقة بالله والإخوة. أولاً: الكأس الواحدة هي علامة اشتراك المؤمنين في الإيمان الواحد المسلَّم مرّة للقدّيسين.

أولاً: الكأس الواحدة هي علامة اشتراك المؤمنين في الإيمان الواحد المسلَّم مرّة للقدّيسين.

ثانياً: الكأس الواحدة هي دخول في سرّ الله ميسّر لمن يتعاطون حفظ الوصيّة من صوم وصلاة وتوبة واعتراف وسلوك في الفضيلة.

ثالثاً: الكأس الواحدة هي انصَهارٌ في حياة الله، لمن يدخلون في سرّ الإخوة، أي في سرّ المحبّة إذ يكون كل شيء بينهم مشتركاً.

  ما أحدثته الممارسة الراهنة أنّها قصَرت الهمّ بالأكثر على الشكل الخارجي لسرّ الله والإخوة فدهرنته، أي جعلته من بنات هذا الدهر. ماذا يعني ذلك؟..

 لقد بتنا نتعاطى القدسات كمعطى وثني أي كمعطى أهوائي، نُسقط عليها المعاني التي توحي لنا بها أهواؤنا، هذا فسح في المجال واسعاً للمناولات النفسانية والاجتماعية التي لا محتوى روحي أصيل لها. كيف نعرف أنّه لا محتوى روحي لها؟..من ثمار أصحابها!..

  السيرة الروحية النقيّة تكون نقيّة في مستوى القصد العميق، رغم مرور أصحابها بحالات الضعف، لكنّها لا تقبل الخلطة حيث لا شركة في الإرادة لديها بين النور والظلمة، بين الله وبليعال. فحين لا ترى تمسّكاً بالإيمان القويم، ولا غيرة على سيرة القداسة، ولا وحدة قلب ويد بين المؤمنين، ولا غيرة على خلاص مَن هم في الخارج، فمعنى ذلك أنّك لست على أرض كنيسة المسيح. وهذا، بعامة حاصل. كل هذا يأتي بنا إلى حالة من الفراغ الروحي، من الغربة الروحية، من تعاطي الإلهيات بروح العالم، من الوثنية الجديدة.

   إذا كنا قد خرجنا من الممارسة الإنحطاطية التي غرّبت المؤمنين عن الكأس المشتركة طويلاً فقد دخلنا اليوم، بكل أسف في ممارسة أشد انحطاطاً تُغرِّبنا عن روحية الكأس المشتركة رغم تعاطينا هذه الكأس. وفي ذلك كذب وتمظهر إبليسي.

   لا شكّ أننا بتنا في مأزق لاهوتي قانوني رعائي، لا يمكننا العودة إلى الوراء ووضعنا الراهن أقسى من أن نحيط به وأصعب من أن يكون في طاقتنا تقويمه إلاّ لماماً، هنا وثمّة، لاسيما والإحساس باستقامة المسرى آخذ في التضاؤل، رغم مظاهر العمران والنشاط الاجتماعي في بعض الرعايا، وازدياد حجم التأليف والترجمة والنشر.

  الوجدان الأرثوذكسي، بعامة، في أزمة تآكل. لقد باتت كيفية تعاطينا الكأس المقدّسة مؤشّراً على جمّ من الأمراض الكنسية التي أصابت وتُصيب جسم المؤمنين اليوم. فما العمل؟.. كيف نستعيد سلامة المسير؟.. هذا لا يُرتجَل ولا يُختزل.

  المسألة، في كل حال، مسألة توبة على غرار توبة نينوى. أول الغيث أن نعود إلى ذواتنا في خط القول المزموري: "طالت غربتي على نفسي. سالمت مبغضي السلام. ولمّا كلّمتهم به ناهضوني بلا سبب"!..

  المهم ألاّ يفضي التغاضي عن التماس الحقّ الإنجيلي إلى عنادٍ في الشطط، إذاً لمات الحسّ وانتفت التوبة.

  الانفتاح على الحقّ، تحسّس الحقّ شرط. إذ ذاك يقولون: "تعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم"!..

  دينونــة الشعــوب

   بأي ناموس سوف تُدان شعوب الأرض؟..

يقول القديس غريغوريوس أسقف نيسّا أن الناس سوف يُدانون بحسب أربع نواميس أمام كرسي المسيح:

 1. الناموس الأول: الذين عاشوا منذ آدم إلى إعطاء الناموس على جبل سيناء، سوف يدينهم المسيح بحسب ناموس الضمير، الذي يُعطى للإنسان عند مولده وهو المعروف بناموس الأخلاق الطبيعي. من خلال الضمير الذي هو صوت الله في الإنسان، يعرف كل إنسان ما هو الجيد وما هو السيئ. هذا هو القانون الذي به كان العالم محكوماً إلى زمان موسى.

 2. الناموس الثاني: الذي به سوف يُدان الذين عاشوا قبل المسيح وكل الذين لم يعرفوه هو ناموس الخليقة كلّها التي هي دائماً أمامنا، وتخبرنا بأنها خُلقَت بشكل معجز من إله غير منظور هو الله. يقول القديس باسيليوس: "الخليقة المنظورة هي مدرسة كل النفوس العاقلة وهي الكتاب غير المكتوب لكل الجنس البشري".

 3. الناموس الثالث: الذي به سوف يُدان اليهود وحدهم، هو ناموس موسى المكتوب الذي أُعطي له على جبل سيناء.

  4. الناموس الرابع: هو ناموس النعمة، أو الإنجيل، الذي أعطي لنا من المسيح، والذي به سوف يُدان كل المسيحيين.

كلّ مَن ينكر معموديته يكون مرتدّاً، وفي يوم الدينونة الأخير سوف يكون عقابه أكثر قساوة من عقاب الوثني الذي لم يعرف المسيح.

الرقــم 7 رمــز للكمــال

المجموعة الأولى

كلمات يسوع على الصليب طلبات الصلاة الربانية الأعياد في العهد القديم الأعياد الكنسية الكبيرة
يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون... ليتقدس اسمك عيد الفصح عيد البشارة
اليوم تكون معي في الفردوس ليأتِ ملكوتك عيد التطهير عيد الميلاد
يا امرأة هوذا ابنك، وهوذا أمك لتكن مشيئتك عيد الحصاد عيد الغطاس
إلهي إلهي لماذا تركتني أعطنا اليوم عيد الباكورات احد الشعانين
أنا عطشان اغفر لنا خطايانا عيد الابواق عيد القيامة
قد تم لا تدخلنا في التجربة يوم الكفارة عيد الصعود
يا أبتاه في يديك أستودع روحي نجنا من الشرير عيد المظال عيد العنصرة
  
  المجموعة الثانية
الأعيــاد الصغــار أســرار الكنيســة الأصــوام الصلــوات
عيد الختان سر المعمودية يومي الأربعاء والجمعة صلاة السَحَر
دخول السيد الى الهيكل سر الميرون صوم الميلاد (الصوم الصغير) صلاة الساعة الثالثة
زيارة المسيح لمصر سر الاعتراف صوم يونان النبي صلاة الساعة السادسة
حضور المسيح عرس قانا الجليل سر المناولة صوم الفصح (الصوم الكبير) صلاة الساعة التاسعة
عيد التجلي سر الزواج صوم أسبوع الآلام صلاة الغروب
خميس الغسول سر الكهنوت صوم الرسل صلاة النوم 
احد توما سر مسحة المرضى صو السيدة صلاة نصف الليل
     

 الرقــم 8 رمــز بدايــة جديــدة

خلــق العالــم:
    أتم الله عمله خالقا العالم في ستة أيام، فأصبح الرقم 6 رمزا لإتمام العمل.
    واستراح الله في اليوم السابع، وصار الرقم 7 هو رمز الكمال.
    فالرقم 8 هو بداية لمرحلة جديدة، لأسبوع جديد.
 
    القيامة وبداية حياة جديدة:
    وهذا ما حدث في قيامة السيد المسيح، قام في اليوم الثامن بعد أسبوع من المحاكمة والموت والصلب والدفن.
 
     معجزات من إقامة الأموات:
       المسيح أقام ثلاثة:
       1- ابنة يايرس
       2- ابن أرملة نايين
       3- لعازر
 
       معجزتان مع الرسل:
       1- القديس بطرس أقام طابيثا
       2- القديس بولس أقام أفتيخوس

 

       ثلاث معجزات في العهد القديم:
       1- إيليا النبي أقام ابن أرملة صرفة صيدا
       2- أليشع النبي أقام ابن الشونمية
       3- ميت قام بواسطة عظام أليشع
 
       بداية عهد جديد في الحياة مع الله، كانت بعلامة الختان، والختان كان في اليوم الثامن من ولادة الطفل.
       ويرمز الختان إلى المعمودية في العهد الجديد، وهي بداية الانضمام إلى شعب الله وإلى عضوية كنيسته.
       لقد أهلك الله العالم بالطوفان، وكانت البداية الجديدة بثماني أنفس في الفلك وهم نوح وزوجته، وأولاده الثلاثة وزوجاتهم.
       أبونا إبراهيم الذي بدأ به الله بداية جديدة، كان له ثماني أولاد
       نجد في اختيار داود مسيحا للرب، نفس قصة الرقم 8 "فأحضر يسى أولاده السبعة..." وجاءوا بداود الابن الثامن لبدء عملية اختيار جديد، وكان هو مختار الرب ومسيحه.
 
    موضــوع الكهنــوت:
   كان الكهنوت قديماً، قبل موسى وهارون، واضحاً في رؤساء الآباء، أمثال نوح وإبراهيم وأيوب، وكان الرب يختار الأبكار ليكونوا له، ثم أراد الرب بدء مرحلة جديدة، بكهنوت جديد، وهو الكهنوت الهاروني، وبدأ هارون هذا الكهنوت الجديد في اليوم الثامن.
 
    موضــوع الذبائــح:
   إذ يقول الكتاب "متى ولد بقر أو غنم أو ماعز، يكون سبعة أيام تحت أمه. ثم من اليوم الثامن فصاعدا يرضى به قربان وقود للرب" (لاويين 22: 27 ) تنتهي مرحلة الرضاعة وتبدأ مرحلة الصلاحية لتقديمه ذبيحة من اليوم الثامن.
 
    انتهاء مرحلة الشك للقيامة:
    كان ذلك يوم أحد توما، اليوم الثامن للقيامة. وفي ذلك اليوم، ظهر الرب للتلاميذ، وأرى توما يديه وجنبه. وبدأت مرحلة قوية من الإيمان في اليوم الثامن.
 
    بدء تأسيس الكنيسة في يوم حلول الروح القدس:
   سبعة أسابيع تمضى، ويوم الخمسين هو بدء الأسبوع الثامن. ففي بدء الأسبوع الثامن كان تأسيس الكنيسة: كان حلول الروح القدس، ومعجزة الألسنة، وإيمان ثلاثة ألاف من اليهود وعمادهم.

 

    عيد المظال وما يرمز إليه عيد المظال:
    كانوا يسكنون في خيام سبعة أيام، رمزا لكمال غربة الناس في العالم. وفي اليوم الثامن يكون لهم محفل مقدس وعيد. وذلك أشارة إلى الحياة الجديدة التي سوف نحياها في العالم الأخر.

 

     بداية الحياة الأبدية السعيدة:
     نقرأ في سفر التكوين أن الله خلق العالم كله في ستة أيام، انتهى كل منها بعبارة "وكان مساء وكان صباح يوما..". أما اليوم السابع فلم ينته بعد. لم يقل عنه الكتاب "وكان مساء وكان صباح يوما سابعا.." إننا مازلنا نعيش في اليوم السابع، الذي سوف يستمر إلى نهاية العالم.

 

     بداية الحياة الجديدة الأبدية:
     وهكذا يكون اليوم الثامن بداية لحياة جديدة لا تنتهي.

يسوع المسيح والأبراج

   هناك اثنتي عشرة مجموعة من النجوم الثابتة في السماء، تدور في منطقة الأبراج والتي تشير إلى السيد المسيح وبعض أعماله وتعاليمه ورموزه، وهي:  

1- برج العذراء 2- برج الميزان 3- برج العقرب 4- برج القوس 5- برج الجدي 6- برج الدلو
7- برج الحوت 8- برج الحمل 9- برج الثور 10- برج الجوزاء 11- برج السرطان 12- برج الأسد

    هذه الأبراج تتحدث عن "قصة الفداء":

    فبرج العذراء يتحدث عن ميلاد السيد المسيح من عذراء بتول.

    برج الميزان: يشير إلى الرب يسوع لديان العادل الذي سيزين كل حسب أعماله ويحكم عليه بميزان العدل الإلهي.

    برج العقرب: ويشير إلى الحية القديمة التي سممت حياة الإنسان بالخطيئة، والتي سيداس رأسها من العذراء مريم.

    برج القوس: ويشير إلى يسوع المنتصر على الموت وقد سحق رأس الحية بموته على الصليب.

    برج الجدي: ويشير إلى فداء يسوع على الصليب كما ورد في سفر (اللاويين 3:9).

    برج الدلو: يشير إلى أن الرب يسوع هو ينبوع الماء الحي والذي يشرب منه لا يعطش أبداً.

    برج الحوت: ويشير إلى الرب سيدفن في الأرض، كما بقي يونان في بطن الحوت ثلاثة ايام.

    برج الحمل: ويشير إلى المسيح حمل الله الرافع خطيئة العالم.

    برج الثور: يشير إلى الضحية التي قدم يسوع نفسه عنها لمغفرة الخطايا.

    برج الجوزاء: ويشير إلى مصالحة الرب للعبرانيين والأمم مع الله بالصليب.

    برج السرطان: يشير إلى الإنسان العتيق الذي كان سرطان الجنس البشري الذي سيمحو الله ذكره من السماء.

    برج الأسد: ويشير إلى النصر النهائي للمسيح، وسيأتي اليوم القريب الذي نسمع في الهتاف الجميل : "قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه فسيملك إلى ابد الآبدين". (رؤيا 15:11).

 

مَــنْ استحــق لقــب اللاهوتــي ؟..

   بين الكواكب اللامعة في سماء القديسين الأبرار ثلاثة أهِّلوا للقب "اللاهوتي":

   1- القديس يوحنا الإنجيلي، التلميذ الذي أحبه المسيح واتكأ على صدره في العشاء السري الأخير، وغرف من المياه الحية لمعرفة كلمة الله.

   2- القديس غريغوريوس النزينزي، الذي بعد معاينته سر الثالوث المقدس بعين داخلية نقية، صدح به مسخِّراً لخدمته خير ما أبدعته البلاغة الهيلينية.

   3- القديس سمعان الجديد، الذي بعد ما غاص في نور الروح القدس، أرسله الله نبياً جديداً إلى مجتمع بيزنطي مرتين، إلى المسيحية الشكلية والرسمية، شاهداً لكون كل مسيحي مستحق لاسمه مدعواً هو أيضاً إلى الاستنارة المقدسة، وان يصير ابناً لله في الروح القدس.

أرقــام ذات مدلــولات خاصــة

         من بدء التاریخ، كانت ھناك أرقام بعینھا مرتبطة بمفاھیم خاصة إیجابیة أو سلبیة:
    1: الخالق الواحد في الدیانات التوحیدیة الرئیسیة في العالم.
    2: المتناقضان؛ اللیل والنھار - المادیات والروحانیات - النوروالظلام.
    3: الثالوث المسیحي، یعتبر الرقم أیضاً رمزاً للكمال.
    4: زوایا الأرض واتجاھاتھا الجغرافیة.
    7: عدد السموات في العدید من الأدیان، ودرجات الجنة في الإسلام، وعدد أیام الأسبوع.
    10 : ممثل النظام الرقمي الذي كان أساسھ عدد أصابع الیدین.
    11 : یرمز للفوضى وللخطأ.
    12 : عدد تلامیذ المسیح، وعدد شھور السنة.
    13 : یعتبره البعض جالبا للحظ السيء.
    666 : رقم الشیطان في سفر الرؤیا.