النور المقدس في مدينة حلب

هلمــوا خــذوا نــوراً مــن النــور الــذي لا يغــرب، ومجــدوا المسيــح الناهــض مــن بيــن الأمــوات

 
 

       

      في الساعة العاشرة والنصف من مساء يوم السبت العظيم لعام 2008 وصل النور المقدس إلى كاتدرائية النبي الياس للروم الأرثوذكس بحلب، نور الرب يسوع المنير كل إنسان آت إلى العالم ومؤمن به، ففي هذه الساعة انطلقت جماهير المؤمنين حاملين بأيديهم الفوانيس الصغير والشموع ليضيئوها من النور المقدس، ومن جميع الطوائف المسيحية والأديان الأخرى وتجمهرت أمام نادي اسبيداك، يتقدمهم كشاف النبي الياس بفرقته النحاسية والمشاعل والرايات والصلبان والإنجيل المقدس والمباخر، وصاحب السيادة المطران بولس يازجي يبارك المؤمنين بصليب يحمله بيده، ويحيط به الكهنة والشمامسة، والكل في انتظار ورع مهيب، ودموع الفرحة تغمر عيون الجميع بعد أن حرموا من زيارة قبر الرب المقدس والتبرك من نوره بعد احتلال إسرائيل للقدس الشريف، والآن وبالجهود الكبيرة والمتواصلة التي بذلها صاحب السيادة المطران بولس الراعي الجليل أحضر لكنيسة حلب وللمرة الثانية بعد /41/ عاماً من الاحتلال الإسرائيلي، احضر النور المقدس الذي وعد به فأوفى لكي يتبارك منه الجميع ولم يحرموا منه .

    ابتدأت أبواق الدراجات النارية للشرطة التي تقدمت موكب النور المقدس تصدح في كل المنطقة تنذر بوصوله، وإذا بسيارة الموكب التي نقلت النور  من عمان قد وصلت، وخرج من السيارة حاملو النور بكل وقار وورع وراحت الزغاريد والهتافات تعلو وتصدح في المكان، والتراتيل تنشد وطبول الكشاف تقرع مهللة به ودموع المؤمنين تنهمر من عيونهم فرحاً وابتهاجاً وإيماناً بعد طول انتظار بلهفة عظيمة وشوق كبير، وتقدم الجميع من سيادته وأوقدوا شموعهم مرافقين الموكب إلى الكاتدرائية للاشتراك بصلاة الهجمة.

     وقد زارت الكنيسة وفود من الطوائف الشقيقة، وحصلت على النور المقدس ووزعته على المؤمنين في كنائسها، وهكذا لم تحرم مدينة حلب من التبرك من النور المقدس بجهود ومساعي راعينا الجليل المطران بولس يازجي الجزيل الاحترام الذي وعد بإحضاره كل عام للتبرك والتنوير منه، فليحفظه الله زخراً لنا وللكنيسة والرعية.

     نقل المؤمنون النور المقدس إلى منازلهم وباركوها به، فليبقى نورك يا رب مضيئاً في قلوبنا ومنازلنا وكل المسكونة، أميــن