يقول الكاردينال باترا: إن الكنيسة الأرثوذكسية هي أكثر ذكاءً وكرماً من أفلاطون الذي يكلل الشاعر ليقوده خارج الحدود وينفيه، لقد فتحت له هياكلها وأعطته مركز الصدارة في معابدها، واقترضت ألحانه لتملأ ساعات الليل والنهار الطويلة بالصلوات الشرقية، ولم تلقَ الكنيسة في أي مكان آخر تكريماً كالذي لاقته في وطن هوميروس عند الأرثوذكس.
أيتها الأرثوذكسية، تـعصف بكِ آلاف العواصف
وتحاربكِ آلاف القوات المظلمة وتثور عليكِ
تريد اقتلاعكِ من العالم وتكافح لانتزاعكِ من قلوب الناس
أرادوا أن يجعلوا منكِ أملاً مفقوداً، متحفاً
وماضياً مأساوياً، وتاريخاً مرَّ عليه الزمن وانتهى
إلا أن الله القدير
الثالوث القدوس، المحسن الكلي الوداعة والحكمة
هو الذي يسيطر على هذه الفوضى
ويرميكِ في زاوية أبعد ما يمكن عن التوقع
ويغطيكِ كوردةٍ تحتَ صخرةٍ
إنه يحافظ عليكِ في نفوس أبسط الناس
الذين ليس لهم أية سلطة أو معرفة دنيوية
وها أنتِ باقية حتى اليوم
ها أنتِ لا تزالين حيةً موجودةً تغذين الأجيال الناشئة
وتفلحين كل بقعة جيدة من الأرض
وتوزعين قوةً وحياةً وسماءً ونوراً
وتفتحين للناس أبواب الأبدية.
- القديس نكتاريوس العجائبي -