أيتها الأرثوذكسية..تعصفُ بكِ أهوجُ العواصف..وتحاربكِ اشرسُ القوات المظلمة لاقتلاعكِ من العالم..وانتزاعكِ من قلوب الناس..ارادوكِ أملاً مفقوداً..ومتحفاً مهجوراً..وماضياً مأساوياً..وتاريخاً منسياً..لكن الله القدير الكلي الحكمة يسيطر على هذه الفوضى ويحميكِ منها وردة مفتحة تفوح بعطرها ارجاء المسكونة..ويحافظ عليكِ في قلوب البسطاء..وها انتِ كما أنتِ حيَّة قوية تغذين الاجيال وتفلحين كل بقعة جرداء..وتزرعين الأمل في نفوس الضعفاء..وتباركين الحاقدين والأعداء..وتوزعين قوة وحياة ونوراً..وتفتحين للناس ابواب الابدية..قوية عتيدة ايتها الارثوذكسية  
الصفحة الرئيسية > مقالات > دينية وقصصية
  الضرير                                                                                                                                                    حنا مخول

رجل في الثمانين من عمره يعيش في بيت ابنه الوحيد الذي يرعاه بعد أن توفت زوجته، وفي يوم من الأيام أصاب عينتاه داء "الرمد" فعجز عن الرؤية وأصبح ضريراً.

لولده هذا طفل لا يتجاوز العامين، والجد يحبه كثيراً لأن ليس أغلى من الولد إلا ولد الولد كما يقال، وزوجة ابنه تحترم عمها كثيراً وتؤمن له كل متطلباته لأنه لا يرى وليس له من ثقل عليهم، فيقبل كل ما يقدمونه له ودون أي اعتراض منه، فهو مسالم محب جداً، يود صرف بقية أيام حياته تاركاً لهم ذكرى طيبة من بعده.

وبينما كان الجد يداعب حفيده الطفل المحبوب كالعادة والذي يحمل اسمه، قسا عليه قليلاً محبة منه لأنه كان كثير الحركة والعبث كعادة الأطفال في مثل هذا السن الذين يرغبون في تفقد كل شيء يحيط بهم للاطلاع عليه، فما كان من الطفل إلا أن صفع جده وخمش إحدى عينيه وهرب باكياً إلى أمه مستنجداً بها التي أنبته وضربته لفعلته، وأسرعت إلى عمها لتمسح له الدم الذي سال من عينه، ووعدته بزيارة الطبيب عندما يعود ابنه من العمل.

الجد طمأن كنته بأن لا خوف على ذلك ولا حاجة لتعظيم الأمر، وأراد أن يرتاح ويستسلم للنوم قليلاً، فنام والكنه في خوف شديد وحيرة عليه.

بعد ما يقارب الساعة، سمعت الكنة صوت عمها يناديها بلهفة واستغراب، فأسرعت إليه وهي في خوف شديد فلربما حصلت له بعض المضاعفات، إلا أنها ازدادت استغراباً عندما رأته راكعاً على الأرض يقبلها ويشكر الرب ويحمده لما حدث له، ولما طلبت منه تفسيراً لذلك كان استغرابها اشد وطأة إذ راح يصفها ويصف لباسها ووجهها وشعرها وكل شيء يحيط به، فقد كانت خدشة الطفل سبباً في إعادة النظر إلى عينه.

 تحول خوف الكنة إلى فرح عظيم، وطلبت الحلوى للجيران الذين دعتهم لمشاهدة ما حصل، فاقترح احد الظرفاء مازحاً بأن تعاد الكرّة للعين الأخرى ربما تشفى وتعود للنظر، فأجاب الجد قائلاً:
              

"تكفيني عين واحدة أشاهد فيها حفيدي الحبيب وهو ينمو ويكبر برعاية الرب وحفظه".

 

 

                                       

 

الصفحة الرئيسية  |  الكنيسة  |  آبائيات  |  دينيات  |  مقالات  |  نشاطات  |  معلومات  |  أماكن مقدسة  |  خريطة الموقع  |  أتصل بنا
© 2006-2009 الأب الكسندروس اسد. جميع الحقوق محفوظة - تصميم وتطوير اسد للتصميم