أيتها الأرثوذكسية..تعصفُ بكِ أهوجُ العواصف..وتحاربكِ اشرسُ القوات المظلمة لاقتلاعكِ من العالم..وانتزاعكِ من قلوب الناس..ارادوكِ أملاً مفقوداً..ومتحفاً مهجوراً..وماضياً مأساوياً..وتاريخاً منسياً..لكن الله القدير الكلي الحكمة يسيطر على هذه الفوضى ويحميكِ منها وردة مفتحة تفوح بعطرها ارجاء المسكونة..ويحافظ عليكِ في قلوب البسطاء..وها انتِ كما أنتِ حيَّة قوية تغذين الاجيال وتفلحين كل بقعة جرداء..وتزرعين الأمل في نفوس الضعفاء..وتباركين الحاقدين والأعداء..وتوزعين قوة وحياة ونوراً..وتفتحين للناس ابواب الابدية..قوية عتيدة ايتها الارثوذكسية  
 الصفحة الرئيسية > مقالات > صحية وعامة
آداب الكنيسة

كما للحياة الاجتماعية مبادئ يجب الالتزام بها، كذلك في الكنيسة التي هي بيت الله مبادئ وقوانين يجب الالتزام والتقيد والعمل بها.

فمَنْ منا لا يقف إكراماً لزائر أو صديق أو مدير ؟..
ومَنْ منا لا يرد التحية لمحييه ؟..
ومَنْ منا لا يقف إجلالاً واحتراماً أمام مشهد مهيب ؟..
ومَنْ منا يصمت أمام حادث مؤثر ؟..

ولذا فإن للكنيسة أنظمة وقوانين يجب التقيد بها عند حضور جميع الطقوس الدينية، وبالخصوص وقت القداس الإلهي الذي هو محور الديانة المسيحية، كي يزيد شعورنا سمواً وتكتسب عواطفنا نبلاً.

1- الوقوف:

حقيقة الصلاة ليست طلباً وابتهالاً فقط، وإنما هي عبارة عن التعبير عن ملء النفس لا عن فراغها، فهي حب وشوق وشكوى ونجوى، فهي عبارة عن محادثة لذيذة مع الله بمحبة وثقة بين ابن وأبيه، أو اشتراك إحساسات ونجوى فؤاد بين صديق وصديق، حيث يفتح خزائن قلبه ويسكب منه ما يفرحه ويسره، وما يؤلمه ويتعبه، ويشرح أفكاره كما ترشده محبته وثقته.

لذا وجب علينا أن نكون دوماً مستعدين وماثلين أمام العزة الإلهية بورع وتقوى، أما الذين لا تمكنهم صحتهم من الاستمرار في الوقوف طوال الخدمة فالوقوف ضروري وواجب في الحالات التالية :

1- عند ابتداء القداس الإلهي
2- عند مرور الكاهن بدورة الإنجيل المقدس.
3- عند التبخير وقراءة الإنجيل المقدس .
4- عند التبخير قبل دورة القرابين وأثناء الدورة .
5- عند إعطاء البركة، وعندما يمنح الكاهن السلام
6- عند تلاوة قانون الإيمان (أؤمن بإله واحد...) حتى قول الكاهن : لوالدة الإله وأم النور...
7- عند تلاوة الكلام الجوهري
8- عند قول الكاهن : لتكن مراحم الإله العظيم...
9- عند تلاوة الصلاة الربية (أبانا لذي في السموات...)
10- عند قول الكاهن : القدسات للقديسين..
11- عند المناولة وقول الكاهن : بخوف الله وإيمان...
12- عند نقل الكاهن للقرابين من المائدة المقدسة إلى المذبح المقدس وقوله : كل حين ...حتى نهاية القداس.
              أما باقي الصلوات أوقات القداس فيجوز الجلوس، إنما بأدب وورع وتقوى.

2- كشف الرأس:

من شعائر الاحترام كشف الرأس، فهذا ما يلتزم به الرجال فقط عند دخولهم إلى الكنيسة وفي وقت الصلاة.

أما السيدات والآنسات فلا يجوز لهن أن يدخلن إلى الكنيسة وهن مكشوفات الرأس، حسب قول القديس بولس الرسول  " لأن كل امرأة تصلي ورأسها مكشوف فإنها تشين رأسها" . (1كو 4:11).

3- الحشمة:

الحشمة هي زينة الإنسان في مظهره، وهي دليل ناطق على طهارة النفس وطيب القلب وصفاء النية، وهي على عدة أنواع منها :

أ- حشمة اللباس: ليكن اللباس لائقاً وكاملاً، لأن الكنيسة ليست هي معرض للأزياء ولا للظهور والمجد الباطل

أولاً 
:
على الرجل المسيحي أن يدخل الكنيسة بلباس كامل فلا يليق أن يحضر الصلاة بثياب قصيرة وأكمام قصيرة.
ثانياً
:
على المرأة المسيحية أن تدخل الكنيسة مغطاة الرأس، ولابسة ثياباً محتشمة مقفلة على الصدر، وذات أكمام طويلة تغطي الذراعين حتى المرفق (الكوع)، ولتعلم النساء أن التنقيص في الحشمة تؤاخذ عليه دائماً وفي كل مكان، ولاسيما في بيت الله، وتمنع من التقدم إلى تناول الأسرار المقدسة، وتلقي الشكوك بين المؤمنين.

ب- حشمة النظر: لا ندخل بيت الله وعيوننا تجول في جولات استكشافية، أو نلقي نظرات إلى كل جهة مليئة بالفضول وقلة الرزانة.

ج- حشمة اللسان: لنمتنع عن كل كلمة حتى عن تحية بعضنا البعض، محافظين على الصمت ومشتركين مع ممثل الله تعالى برفع الأدعية، طلباً للبركة واستبعاداً للعنة.

د- حشمة الوقوف والجلوس: لا تقف بدون رصانة ولا تستلقِ باسترخاء على المقاعد كأنك في بهو أو ناد، بل اظهر في كل حركة بمظهر الوقار والخشوع، إجلالاً للمقام الإلهي واحتراماً لله عز وجل الذي أنت في حضرته.

4- حضور القداس والخروج من الكنيسة:

لقد تفشت العادة أن يخرج البعض من الكنيسة دون داع قبل نهاية الخدمة، وقبل انجاز الذبيحة الإلهية، فلا يليق مطلقاً أن نتوانى أو نجعل عدم المبالاة يستولي علينا في هذا الأمر، ولسنا نقصد الكنيسة إلا لنقوم بواجب العبادة والشكر لله تعالى مع النية الصادقة لاستمطار نعمه وبركاته.

وكيف يلبي الله دعاءنا وطلباتنا إذا كنا لا نضحي ببعض الوقت لنشترك فعلياً مع ممثل الله حتى نهاية الصلاة والقداس، ونثبت أننا نقصد بيت الله للاشتراك بالحفلات الدينية والذبيحة الإلهية بموجب روح الكنيسة ومراسيمها.

ولذا لا يليق أصلاً أن نترك القداس الإلهي مثلاً:

- بعد سماع الإنجيل المقدس
- بعد دورة الكاهن بالقرابين المقدسة
- بعد سماع كلام التقديس (الكلام الجوهري)

بل يجب أن نبقى  حتى النهاية، مصغين بخشوع وانتباه كليين إلى الصلوات ومشتركين بتقوى مع الكاهن بتقدمة الذبيحة المقدسة، إلى أن يمنح الكاهن البركة في نهاية القداس، أي إلى أن يصل الكاهن إلى : بصلوات آبائنا القديسين..

وبعد أن نتزود بهذه البركة الكريمة التي يعطيها الكاهن باسم الله ننطلق من الكنيسة بسلام، شاكرين العزة الإلهية لأنها أتاحت لنا أن نشترك مع الكاهن بتقدمة الحمل الإلهي تمجيداً للآب السماوي، وتكفيراً عن خطايانا وخطايا الآخرين.

ولنتذكر دائماَ القانون التاسع من قوانين الرسل القديسين الأطهار الذي ينص على ما يلي :

"جميع المؤمنين الذين يدخلون الكنيسة ويسمعون الكتب المقدسة ولكنهم لا يلبثون لنهايه الصلاة والمناولة المقدسة يجب أن يفصلوا لأنهم يًحدثون تشويشاً في الكنيسة".

تلك هي الأنظمة والمراسيم الطقسية التي تطبع صلاتنا بطابع التقوى والرونق الديني الخارجي، فلنأخذها بعين الاعتبار ولنمارسها باحترام وخشوع، فنحصل على التعزيات الإلهية، والخيرات السماوية والأرضية.

 

 

                                       

 

الصفحة الرئيسية  |  الكنيسة  |  آبائيات  |  دينيات  |  مقالات  |  نشاطات  |  معلومات  |  أماكن مقدسة  |  خريطة الموقع  |  أتصل بنا
© 2006-2009 الأب الكسندروس اسد. جميع الحقوق محفوظة - تصميم وتطوير اسد للتصميم