أيتها الأرثوذكسية..تعصفُ بكِ أهوجُ العواصف..وتحاربكِ اشرسُ القوات المظلمة لاقتلاعكِ من العالم..وانتزاعكِ من قلوب الناس..ارادوكِ أملاً مفقوداً..ومتحفاً مهجوراً..وماضياً مأساوياً..وتاريخاً منسياً..لكن الله القدير الكلي الحكمة يسيطر على هذه الفوضى ويحميكِ منها وردة مفتحة تفوح بعطرها ارجاء المسكونة..ويحافظ عليكِ في قلوب البسطاء..وها انتِ كما أنتِ حيَّة قوية تغذين الاجيال وتفلحين كل بقعة جرداء..وتزرعين الأمل في نفوس الضعفاء..وتباركين الحاقدين والأعداء..وتوزعين قوة وحياة ونوراً..وتفتحين للناس ابواب الابدية..قوية عتيدة ايتها الارثوذكسية  
الصفحة الرئيسية > معلومات > علمية
حقيقة تنبؤات نوستراداموس                                                                                             نقلاً عن مجلة آفاق العلمية

 

من كان نوستراداموس؟ كیف قضى حیاته؟.. ومن أین أتى بكل
تلك التنبؤات التي تستمر دور النشر حول العالم في طباعتھا
وبكافة اللغات، والتي یعتقد كثیرون أنھا جاءت لتخبرنا
بأحداث صحیحة یقال أنھ توقعھا وأحداث أخرى لا یزال
البعض في انتظارھا؟
ھناك من یعتقد أن توقعات ھذا الشخص تمتد لتغطي آلاف
السنین القادمة؛ حتى نھایة حیاة الإنسان على كوكب الأرض،
وربما أبعد من ذلك.

  كان يجلس على كرسي من النحاس بثلاثة أرجل، وحول رأسه لفة من أوراق الغار، وعلى سبابة يده اليمنى خاتم به حجر من العقيق الأزرق.. هكذا كان نوستراداموس يتأهب كل ليلة بين منتصف الليل والساعة الرابعة صباحاً لانتظار الدخول في حالة "العبور العقلي" أو "Trans.." وبهذه الطريقة حصل على الرؤى التي كان يقوم بكتابتها.. هذه التفاصيل وصلتنا من نوستراداموس نفسه الذي وصفها في السابع والعشرين من أغسطس 1562..وما قام بكتابته وشرحه خلال تلك الليالي لا يزال يطبع حتى اليوم، بعد 400 سنة، وتتم دراسته والتعليق على محتواه.

بتحليل كتاباته المختلفة، وجد الباحثون أن طبيعتها المرتبطة بالهلوسات ظاهرة بصورة جلية.. خصوصاً وأن الوصف الذي قدمه هو يشمل استنشاق دخان نباتات قال إنها "سحرية".. وهو كذلك قدم وصفاً للحالة التي يصلها عند شروعه في "استلام" الرؤى المستقبلية، ذلك الوصف يماثل ما نسميه اليوم بالتشنج المصاحب لنوبات الصرع... نوستراداموس كان يفضل أن يعلن عن نفسه كمنجم حتى يدرأ عن نفسه أخطار اتهامه بممارسة السحر.. علماً بأنه لم يكن على معرفة تذكر بالتنجيم، حتى أنه لم يكن قادراً على قراءة الجداول التي كان منجمو عصره يعمدون عليها في تحديد الأبراج السماوية ومواقع النجوم.

ولد Michel de Nostredame في بلدة Saint Remy de Provence في الرابع عشر من ديسمبر عام 1503.. وعمل كمعالج بالأعشاب، ومع أ هناك من يشير إلى أنه أنقذ مدينته من الطاعون عام 1546، إلا أن الحقيقة هي أنه لم يتخذ أي إجراء مختلف عما كان بقية الأطباء يقومون به..وعدد الوفيات في تلك المدية كان في ازدياد مستمر.. بعد زيارة إلى إيطاليا عام 1549، بدأ اهتمام نوستراداموس بتوقع أحداث المستقبل في الظهور، لهذا ترك مهنته السابقة وبدأ عمله في هذا المجال حتى قام بنشر كتابه Propheties والذي صدرت منه بعد ذلك طبعتان إضافيتان عاما 155 و 1558.

الكم الهائل من المعلومات التي تركها في كتبه، والطريقة الغامضة التي نظم فيها تنبؤاته، هو على الأغلب سر استمرار أعماله وصولاً إلينا اليوم.. فمن الممكن الوصول إلى نتائج مختلفة ومفاهيم متضاربة من جميع تلك النبوءات، إذا ما أخضعت لدراسة تحليلية مفصلة.. حتى أن طريقة تنظيمه للسيناريوهات والتفاصيل في كتاباته تفتح الباب واسعاً أمام الخيالات لما كان يريد الكاتب شرحه بالفعل.

وراء نجاح الشخصية الشهيرة كانت هناك إدارة فذة لإدارته التاريخي من قبل ابنه Cesar وتلميذه ومساعده Jean Aime de Chavigny اللذان قاما فور وفاته عام 1566 بالترويج للمتنبي الكبير.. تلميذه نشر عام 1594 كتاب La Premiere face du Janus francois الذي أراد فيه أن يثبت أن نوستراداموس تنبأ بجميع الأحداث الرئيسية في تاريخ فرنسا.. أما ابنه Cesar فقد قام بنشر عدة كتب حول السيرة الذاتية لوالده، واحتوت تلك الكتب على أخطاء تاريخية كثيرة رغب الابن عن طريقها بالإضافة إلى حالة الأسطورة التي كانت قد بدأت في النشوء حول حياة والده، وهذا بدوره كان السبب في در ربح وفير جداً على الابن.. نوستراداموس كان يعمل على تقديم نبوءاته مقابل ثمن مرتفع جداً، وكان يحاول قدر استطاعته إعطاء إجابات لا تتسبب بإزعاج السائلين، حتى يقوموا بالدفع عن طيب خاطر.. ولهذا، عند وفاته كان رجلاً ثرياً جداً.. ومع أن الكثيرين يشيرون إلى أن تنبؤاته تغطي حتى أيامنا هذه بل ومستقبلنا، إلا أن الحقيقة أن كل ما قام بوصفه يغطي الحقيقة التي عاشها، وأن كل ما يتم تقديمه لنا اليوم هو محاولة لمواصلة عمل Cesar وللهدف ذاته: الربح.. فنوستراداموس كان مثل غيره الكثيرين في عصره.. إلا أنه كان محظوظاً أكثر منهم.

 

 

                                       

 

الصفحة الرئيسية  |  الكنيسة  |  آبائيات  |  دينيات  |  مقالات  |  نشاطات  |  معلومات  |  أماكن مقدسة  |  خريطة الموقع  |  أتصل بنا
© 2006-2009 الأب الكسندروس اسد. جميع الحقوق محفوظة - تصميم وتطوير اسد للتصميم