1- تعريـف التلمـود:
أخذ الرابيون والحاخامات تعاليمهم ومبادئهم عن الفريسيين الذين كانوا متسلطين على رقاب الشعب اليهودي أيام السيد المسيح وكانوا يحرضون الشعب على اتباع ظواهر شريعة موسى ويحافظون على تفسير التقاليد الواصلة إليهم لأنفسهم.
وبعد / 150 / عام على ميلاد السيد المسيح خاف أحد الحاخامات وهو يوضاس أن تلعب أيدي التلف لهذه التعاليم فجمعها في كتاب سماه ( المشنا ).
والمشنا هي الشريعة المتكررة لشريعة موسى في الأسفار الخمسة، وغايتها إيضاح وتفسير ما قد التبس من شريعة موسى ويدعون بأنها تكملة لشريعة موسى.
وفي القرون التالية زيدت شروحات وتعليقات وحواشي على كتاب المشنا في مدارس فلسطين وبابل دعوها باسم (غامارة) وهذه مضافة إلى المشنا تؤلف كتاب:
2- التلمود: شرائع وقوانين وآداب الديانة اليهودية:
هناك تلمودين، أحدهما تلمود أورشليم، وكان في فلسطين عام /230/ م، والثاني تلمود بابل، وكان في بابل عام/500/ قبل الميلاد، وهو المتداول لدى اليهود والمعمول به بدقة متناهية.
ويحتوي التلمود في صفحاته وبين سطوره على فراغات ودوائر فارغة من الكلمات، كانت في السابق كلمات شتم وتقديح وذم بالسيد المسيح، ووالدته، ورسله، وطعن بالمسيحيين في النسخ الأصلية التي تم حذفها، واستعيض عنها بأمكنة فارغة أو دوائر فارغة لئلا تسبب لهم الضرر والأذى من قبل المسيحيين، واستعيض أيضاً عنها بكلمة "أميين– أجانب– وثنيين.." والمراد بها المسيحيون وغيرهم من الأمم الأخرى، وعندما تلقن للتلاميذ يشرحون لهم هذه الرموز والفراغات ويطلبون إليهم عدم البوح بها للغير مهما كانت الأسباب الموجبة، وعليهم أن ينفذونها بحذافيرها، واليهود يعتبرون التلمود بأنه كتاب منزل مثل التوراة ماعدا البعض منهم ويعتبرونه اعظم من التوراة بكثير، وقد جاء في التلمود :
"من يدرس التوراة فقد فعل فضيلة لا يستحق المكافأة عليها، ومن يدرس المشنا فقد فعل فضيلة استحق أن يكافأ عليها، ومن يدرس الغاماراة فقد فعل أعظم فضيلة في حياته،.
وفي كتاب شاغيجا جاء فيه:
"من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت دون مَنْ احتقر أقوال التوراة، ولا خلاص له إن ترك تعاليم التلمود وعمل بالتوراة فقط، لأن أقوال علماء التلمود أفضل بكثير مما جاء في شريعة موسى".
وعن لسان العالم الديني بشاي جاء :
يجب أن لا تختلط بمن يدرس التوراة والمشنا دون الغامارة .
ويقولون بأن النبي أشعياء هو الذي قسم أبواب وفصول التلمود ( أشعياء 33 : 6 ) وهو مساو لشريعة موسى.
وجاء أيضاً:
إن التوراة أشبه بالماء،
والمشنا أشبه بالنبيذ،
والغاماراة أشبه بالنبيذ العطري،
والإنسان لا يستغني عن الثلاثة الكتب المذكورة، كما أنه لا يستغني عن الأصناف الثلاثة السابقة، وبعبارة أخرى :
شريعة موسى هي الملح،
والمشنا هي الفلفل،
والغامارة هي البهار،
والثلاثة لا يمكن الاستغناء عنهم.
وقال الحاخام روسكي المشهور لديهم:
"التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى".
وفي كتابهم (الهمار) وهو شرح التوراة، جاء فيه:
إن الإنسان لا يعيش بالخبز وحده فقط، والخبز هو التوراة، بل يحتاج إلى شيء آخر وهو أقوال الله كقواعد وحكايات التلمود.
وفي كتاب أحد الحاخامات المؤلف سنة / 1500 / ميلادية، جاء فيه:
"إن من يقرأ التوراة بدون المشنا والغامارة فليس له إله" .
وجاء في التلمود:
"قد أعطى الله الشريعة على طور سيناء وهي التوراة، والمشنا، والغامارة، ولكنه أرسل التلمود على يد موسى الكليم شفهياً حتى إذا حصل فيما بعد تسلط أمة أخري على اليهود، يوجد فرق بينهم وبين الوثنيين، وجاءت شريعة التلمود شفهية لأنها لو كتبت لضاقت الأرض بها".
نستنتج مما تقدم من أقوال الحاخامات أن التلمود ليس هو من الكتب المنزلة لعدة أسباب :
1 - يثبت ذلك على ما يحتويه من التعاليم عن لسان الحاخامات وليس الأنبياء الذين لم يكونوا يوماً من الأيام رسلاً مكلفين بتبليغ رسالة من الله .
2- يعتقد اليهود إن لكل الحاخامات سلطة إلهية، وان كل ما يقولونه يعتبر صادر من الله.
يقول الرابي مناحيم ، مثل باقي الحاخامات :
إن الله تعالى يستشير الحاخامات على الأرض، عندما تستعصي عليه مشكلة لا يمكن حلها في السماء .
وجاء في التلمود أيضا:
"إن الحاخامات المتوفين مكلفون بتعليم المؤمنين من اليهود في السماء" .
وجاء في كتاب اسمه ( كرافت ) مطبوع سنة 1590 م :
اعلم يا بني أن أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الله، ويجب أن تعتبر إن أقوال الحاخامات هي الشريعة لأنها هي أقوال الله الحي، فإذا قال لك الحاخام أن يدك اليمنى هي اليسرى وبالعكس فصدق ذلك ولا تجادله أبداً، فما بالك لو قال لك أن اليمنى هي اليمنى، واليسرى هي اليسرى.
وقال أحد علماء اليهود المدعو (ميمانود) المتوفي في أوائل القرن الثالث عشر :
3- مخافة الحاخامات هي مخافة الله.
وجاء في التلمود :
"من يجادل حاخامه أو معلمه فقد اخطأ، وكأنه قد جادل العزة الإلهية".
وقال الحاخام مناحيم في أقوال الحاخامات المناقضة لبعضها البعض :
إن أقوال الحاخامات مهما وجد فيها من التناقض، فمن لم يعتبرها أنها أقوال الله تعالى فقد اخطأ في حقه تعالى .
وجاء أيضاً في أحد كتبهم :
إن أقوال الحاخامات المناقضة لبعضها هي منزلة من السماء، ومن يحتقرها فمثواه جهنم وبئس المصير.
والحاخامات الذين ألفوا التلمود يأمرون بالطاعة العمياء لهم، ويدعون إن ما جاء في التلمود من التناقض بين أقوال الحاخام ( هلال ) و( شماي ) هو صادر كله من الله، ولو أن هذين الحاخامين لم يتفقا على لفظة مهمة أو غير مهمة.
وقد حصلت مشاحنة بين حاخامين أحدهم الحاخام الرابي ( شايا ) والثاني ( باركبارة )، وحلف كل منهما أن أحد الحاخامات قال كذا وكذا مما ادعوه، ولم يفصل أحد بينهما، فجاء الحاخام ( روسكي ) وقال:
إن الحاخامين المذكورين قالا الحق، لأن الله جعل : الحاخامات معصومين من الخطأ .
وجاء في التلمود أيضاً في الصفحة /74/ ما يلي:
تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها ولا تغييرها ولو أن الله أمر بذلك، وقد وقع يوماً خلاف بين الله تعالى وبين علماء اليهود في مسألة معضلة، وبعدما طال الجدال دون جدوى، تقرر إحالة الموضوع إلى أحد الحاخامات الرابيين للفصل فيه واضطر الله أن يعترف بغلطه بعد حكم الحاخام المذكور.
وهذه العصمة لا تخص الحاخامات فقط، بل وتخص كل ما يتعلق بهم ويصدر عنهم أيضاً، حتى حمير الحاخامات معصومين أيضاً وقد قيل يوماً:
"إن حمار الحاخام لا يمكنه أن يأكل شيئاً محرماً".
وجاء في أحد كتبهم، حلاً لمسألة مهمة، وهي انه يوجد في الكتب أقوالاً مناقضة لبعضها البعض فكيف يعرف الإنسان الحقيقة ؟؟..
فأجيب عن ذلك بما يلي :
"كل هذه الأقوال هي كلام الله، فافتح أذنيك مثل القمع واسمع جيداً، وليكن عندك قلب يفرّق بين ما هو مباح لك، وبين ما هو محظور عليك"، تلك أقوال معناها العربي:
افعل ما شئت إذا تمكنت من ذلك، فإذا أراد أحد الرابيين أن يتمسك بالحقيقة والعدالة فلك أن تخالف قوله وتتبع قولا" آخر مناقضاً له، لأن الأقوال المناقضة لأقواله هي من كلام الله، ولذلك ذكر في التلمود بأفصح عبارة:
"الإنسان اليهودي مهما كان شريراً في باطنه وتظاهر بالصلاح فانه يخلص" .
4- فسـاد الديــن:
العزة الإلهية في التلمود:
جاء في التلمود :
النهار هو اثنتي عشر ساعة مقسمة عند الله على النحو التالي :
ثلاثة ساعات منها : يطالع الله فيها الشريعة .
والثلاثة التي تليها : يحكم الله العالم .
والثلاثة التالية : يطعم الله العالم .
والثلاثة الأخيرة : يجلس الله ويلعب مع الحوت ملك الأسماك.
لا شغل لله في الليل غير تعلمه التلمود هو والملائكة واسموده ملك الشياطين، وذلك في مدرسة أرواح الحاخامين المتوفين في السماء، ثم ينصرف اسموده منها بعد صعوده إليها كل يوم.
والحوت كبير جداً حيث يمكنه ابتلاع سمكة طولها /300/ فرسخ دون أن تضايقه، لذلك حرمه الله من زوجته لئلا ينجب منها وتضيق الدنيا بهم فيهلكون البشر، لذلك حبس الله الذكر بقوته الإلهية وقتل الأنثى وملّحها واعدها لإطعام المؤمنين من اليهود في الفردوس .
وبعد هدم الهيكل توقف الله عن اللعب مع الحوت، ولم يمل إلى الرقص مع حواء بعد أن زينها بملابسها واجدل لها شعرها، وقد اعترف الله بخطئه في تصريحه بهدم الهيكل فراح يبكي ويمضي ثلاثة أرباع الليل وهو يزأر كالأسد قائلاً:
تباً لي لأني صرّحت بخراب بيتي، وإحراق الهيكل، ونهب أولادي.
شغل الله مساحة أربعة سنوات فقط بعد أن كان يملأ السماوات والأرض، وعندما يسمع الله تعالى تمجيد البشر له يطرق رأسه ويقول :
ما أسعد ذلك الملك الذي يمدح ويبجل وهو مستحق لذلك، ولكن لا يستحق شيئاً من المدح ذلك الأب الذي يترك أولاده في الشقاء.
سبع الآي، الذي يشبهون زئير الله بزئيره، هو سبع غابة الآي الذي أراد أن ينظره إمبراطور روما، ولما أحضروه إليه ووصل إلى مسافة /400/ فرسخ وزأر، نتج عن زئيره ضجة اسقتت منها النساء الحبالى أجنتهن، وهدمت أسوار روما، ولما وصل إلى مسافة /300/ فرسخ وزأر مرة أخرى سقطت أضراس أهل روما، وسقط الإمبراطور عن عرشه مغمياً عليه، وعندما عاد إلى رشده طلب إعادة الأسد إلى غابته.
الله يندم على تركه اليهود في حالتهم التعيسة هذه.
حتى انه يلطم ويبكي كل يوم، فتسقط من عينيه دمعتان في البحر فيسمع دويهما من أقصى العالم إلى أقصاه، فتضطرب المياه، وترتعد الأرض في اغلب الأحيان، فينتج عنها الزلازل، والقمر يقول لله انك أخطأت لأنك خلقتني اصغر من الشمس، وقد اعترف الله بخطئه وقال:
اذبحوا لي ذبيحة اكفّر بها عن خطيئتي، لأني خلقت القمر اصغر من الشمس.
الله ليس معصوماً من الطيش
حسب تعاليم التلمود، لأنه عندما يغضب يستولي عليه الطيش، كما حصل ذلك يوم غضب على بني إسرائيل وحلف بحرمانهم من الحياة الأبدية، ولكنه ندم على ذلك بعد أن هدأ من طيشه ولم ينفذ ذلك اليمين، لأنه عرف انه فعل ذلك ضد الحق والعدالة.
إذا حلف الله يميناً غير قانونية، فانه يحتاج إلى من يحله منها.
وقد سمع أحد العقلاء من الإسرائيليين أن الله تعالى يقول:
"مَنْ يستطيع أن يحلني من يميني التي اقسمتها ؟؟..
ولما علم باقي الحاخامات انه لم يحله ذلك العاقل من يمينه اعتبروه حماراً، لأنه لم يحل الله من يمينه، ولذلك:
نصبوا ملكاً يقيم بين الأرض والسماء ودعوه ( مي ) ليحل الله من أقسامه ونذوره عند الحاجة إلى ذلك.
وكما حصل لله أن يحنث في يمينه، كذلك كذب الله أيضاً بقصد الإصلاح بين إبراهيم وامرأته سارة، وبناءً عليه فالكذب يكون مفيداً لأجل الإصلاح.
والله هو مصدر الشر أيضاً كما انه مصدر الخير، وانه أعطى الإنسان طبيعة رديئة وسنّ له شريعة لولاها لما أخطأ، وقد اجبر اليهود على قبولها لذلك فان داؤد الملك لم يرتكب الخطأ عندما قتل ( أوريا ) وزناه بامرأته هو خطيئة يستحق العقاب من الله لأنه هو السبب في كل ما حصل له.
5- الملائــكة:
وهم قسمان :
1- مَن لا يموت: وهو الذي خلق في اليوم الثاني من خلق العالم .
2- ومَن يموت: وهم أيضاً قسمان :
أ-مَن يموت بعد حياته التي منحها الله له، وهم ممَن خلقوا في اليوم الخامس.
ب – ومَن يموت في نفس اليوم الذي يخلق فيه بعد أن يرتل لله، ويقرأ التلمود، ويسبح التسابيح، وهو الذي خلق من النار وقد اهلك الله منهم جيشاً جراراً بواسطة إحراقهم بطرف إصبعه الخنصر.
والله يخلق كل يوم ملاكاً عند كل كلمة يقولهاً، فهؤلاء الملائكة يأتون إلى العالم بسرعة كما يخرجون منه بسرعة.
أما وظائفهم، فمنهم مَن يحفظ الأعشاب التي تنبت في الأرض، وهم / 21/ ألفاً بعدد أنواع الأعشاب، كل واحد يحفظ النوع الذي أوكل له.
ومنهم الملاك (جركيمو) للبرد، وميخائيل للنار وإنضاج الثمار.
وهناك جماعة من الملائكة معروفة أسماؤهم لدى الحاخامات، بعضهم مخصص بالخير، وبعضهم للشر، وبعضهم لبث المحبة والصلح، وبعضهم لحفظ الطيور والأسماك والحيوانات المتوحشة، وبعضهم مختص بصناعة الطب، وبعضهم لمراقبة حركة الشمس والقمر والنجوم والكواكب.
وقد قال الحاخام ميمانود: الأجرام السماوية هي القسم الصالح من الملائكة ولذلك تراهم يعقلون ويفهمون.
وتعمل الملائكة ليلاً لبث النوم في الإنسان، وتصلي لأجله نهاراً، ولذلك نحتاج أن نطلب منهم ما نريد.
الملائكة لا يفهمون اللغة السريانية والكلدانية، فيجب على الطالب منها شيئاً ما أن لا يصلي إليهم بإحدى هاتين اللغتين، لأن لدى اليهود صلاةً عديمة المثال يصلونها بالكلدانية.
وقد جاء في التلمود أن الملائكة يجهلون هذه اللغة حتى لا يحسدوا اليهود على صلاتهم .
وبرواية أخرى أن الملائكة تفهم جميع اللغات إلا اللغتين السريانية والكلدانية لأنها تكرهما كرهاً شديداً، لذلك لا تسمع لأي شخص يطلب بإحدى هاتين اللغتين.
6- تاريـخ الشياطيـن:
خلق الله الشياطين يوم الجمعة عندما خيَّم الغسق، ولم يخلق لهم أجساداَ ولا ملابس، لأن يوم السبت كان قريباً، ولم يكن لديه الوقت الكافي ليعمل كل ذلك.
وبرواية أخرى إنه لم يخلق لهم أجساداً عقاباً لهم لأنهم كانوا يريدون أن يخلق الإنسان بدون جسد.
والشياطين على أنواع مختلفة :
1- من هو مخلوق من مركب مائي وناري .
2- ومن هو مخلوق من الهواء .
3- ومن هو مخلوق من الطين .
أما أرواحهم فمخلوقة من مادة موجودة تحت القمر لا تصلح إلا لهم.
وبعض الشياطين من نسل آدم، لأنه بعدما لعنه الله أبى أن يجامع امرأته حواء حتى لا تلد نسلاً له، فحضر له اثنتان من نساء الشياطين فجامعهما فولدتا له شياطين.
وجاء في التلمود أن آدم كان يأتي بشيطانة مهمة جداً اسمها "ليليت" مدة /130/ سنة فولدت له شياطين.
وكانت حواء أيضاً لا تلد في هذه المدة إلا شياطين بسبب نكاحها من ذكور الشياطين.
والشياطين حسب التلمود يتناسلون ويأكلون ويشربون ويموتون.
وأمهات الشياطين المشهورات هن أربع استخدمهن سليمان الحكيم بحسب سلطته عليهن وكان يجامعهن.
إحدى هؤلاء النسوة هي امرأة الشيطان "شماعيل" تذهب مع بناتها في مقدمة /180/ ألف شيطان بصفة رئيسة عليهم ليضروا الناس ليلتي الخميس والسبت و "ليليت" عصت آدم زوجها فعاقبها الله بموت أولادها، فهي تشاهد كل يوم /100/ من أولادها يموتون أمامها، ومنذ ذلك الحين تعهدت ان لا تقتل أحداً من الأطفال التي لها عليهم السلطة إذا تليت عليهم أسماء من أسماء الملائكة، وهي دائماً تعوي كالكلاب ويصحبها /180/ ملاكاً من الأشرار، ويوجد شيطانة أخرى من الأربع دأبها الرقص بدون ان تستريح وهي تصحب معها /179/ روحاً شريرة، ويولد الآن من بني آدم كل يوم عدد من الشياطين، ويستطيع الإنسان قتل الشياطين ان أجاد في صنع فطير الفصح، وقد أنقذ نوح بعضهم لأنه اصطحبهم معه في السفينة.
يسكن بعض الشياطين في الهواء وهم الذين يسببون الأحلام للإنسان، وبعضهم يسكن قاع البحار وهم الذين يسببون خراب الأرض إذا تركوا وشانهم.
والبعض الآخر يسكن أجسام اليهود المتعودين على ارتكاب الخطايا.
الشيطان يحب الرقص بين أيدي قرون ثور خارج من المياه، وهو مغرم أيضاً بالرقص بين النساء اللواتي يرجعن من دفن الميت.
ويحب أن يوجد بجانب الحاخامات، لأن الأرض الجافة تحتاج إلى المطر ويحب شجر البندق، والنوم تحت هذه الأشجار هو خطير جداً لوجود شيطان على كل ورقة من أوراقها.
اثنتان من الشيطانات المشهورات تسكنان جبال الشرق، اسمهما: "آذا و آذائيل" وهما اللتان علمتا السحر لـ"بلعام– وأيوب– وبوترو" وكان الملك سليمان يحكم على الطيور والشياطين بواستطهما، وكانتا السبب في حضور بلقيس إليه.
وبسبب كثرة الشياطين لا ينبغي للإنسان أن لا يوجد وحيداً في المحلات البعيدة، ويحتاج للخروج في وقت يتجنب فيه زيادة الهلال أو نقصانه، وعليه أيضاً أن لا يحي أحداً بتحية ليلاً لأنه من المحتمل أن يكون قد وجهها لشيطان ما، وعلى كل شخص أن يغسل يديه في الفجر لأن الروح النجسة تستريح على الأيدي النجسة والوسخة.
قصص الشياطين لا تنتهي في كتب اليهود ويعتقدون أن التلمود هو من الكتب السحرية، فقد قال معلم السحر "اليفاس ليفي" اليهودي :
"ان التلمود أول كتاب سحري".
واليك بعض ما جاء في التلمود من عبارات تثبت ما انف ذكره :
جاء في التلمود :
"ان أحد مؤسسي ديانة التلمود كان بإمكانه أن يخلق رجلاً بعد أن يقتل آخر، وكان يخلق كل ليلة عجلاً عمره ثلاث سنوات بمساعدة حاخام آخر، وكانا يأكلان منه معاً".( سنهدرين ص/2 )
"وكان أحد الحاخامات أيضاً يحيل القرع والشمام إلى غزلان وماعز.( سنهدرين ص/70 )
"وكان الرابي " نياي " يحول الماء إلى عقارب، وقد سحر يوماً امرأة وجعلها حمارة وركبها ووصل بها إلى السوق".( سنهدرين 2 ، 67 ).
وكان إبراهيم الخليل يتعاطى السحر ويعلمه أيضاً، وكان يعلق في عنقه حجراً ثميناً يشفي بواسطته جميع الأمراض، فوصل هذا الحجر إلى بعض الحاخامات التلموديين، وبقوته كانوا يقيمون الموتى، وفي يوم من الأيام قطع أحد الحاخامات رأس حية ثم لمسها بالحجر المذكور فعادت إلى الحياة، ولمس به أيضاً عدة اسماك مملحة فعادت إليها الروح بقوة السحر.
7- الأســرار:
قال الحاخام "فابيوس" من مدينة ليون الفرنسية ضمن خطبة ألقاها في الشعب يوم رأس السنة اليهودية سنة 1842:
"إن الدين اليهودي هو أفضل من جميع الأديان لأنه لا يحتوي على أسرار وكل تعاليمه معقولة، بخلاف الدين المسيحي فان قواعده مبنية على الجنون".
وها قد طالعت أيها القارئ العزيز الكثير من القواعد التلمودية المطابقة للعقل كما يدعي فابيوس، واليك المزيد المزيد من تعاليمهم الجهنمية المعقولة كما يدعون، واليك أيضاً كيف خلق الله لآدم كما جاء في التلمود:
"أخذ الله تراباً من جميع بقاع الأرض وكوّنه كتلة، وخلقها جسماً ذا وجهين، ثم شطره نصفين فصار أحدهما آدم والثاني حواء وكان آدم طويلاً جداً فكانت رجلاه في الأرض ورأسه في السماء، وإذا نام كان رأسه في الشرق ورجلاه في الغرب". (سنهدرين ص 38.2 )
وصنع الله لآدم شبّاكاً ينظر منها الدنيا من أولها حتى آخرها، ولما عصا آدم نقص طوله حتى صار كباقي الناس.
أما الملك عوج الذي ذكر اسمه في التوراة فسبب تسميته هكذا هو مقابلته مع إبراهيم الخليل حالما كان يخبز فطير الفصح المسمى باللغة العبرية (العجة) وتخلص هذا الملك من الغرق في زمن الطوفان لأنه مشى بجانب سفينة نوح حيث كان الماء بارداً وأما في الجهات الأخرى فكان قد وصل إلى درجة الغليان .
وكان الملك عوج يتغذى كل يوم بألفي ثور، ومثلها من الطيور، ويشرب ألف صاع من الماء.
ومن أخبار هذا الملك الأسطورة الخرافية انه لما اقترب من عاصمة جيش بني إسرائيل الجرار الذي شغل مسافة ثلاثة فراسخ من الأرض، اقتلع هذا الملك جبلاً مساحته ثلاثة فراسخ وحمله على رأسه وذهب لمقابلة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، فسلط الله على الجبل نملاً ذو أسنان راحت تقرض الجبل بأسنانها حتى حفرت به حفرة فسط الجبل كالطوق في رأسه، فانتهز النبي موسى هذه الفرصة واحضر معه فأساً طوله عشرة اذرع، وقفز في الهواء بعلو عشرة اذرع وضرب الملك عوج على رقبته فأرداه قتيلاً.
ومع ذلك فقد جاء في مكان آخر من التلمود : "أن الملك عوج قد صعد إلى السماء حياً".
وهذا مما يكذب جميع تعاليم التلمود وينقضها حيث أنها تنقد نفسها بنفسها.
وذكر في صفحة أخرى أن الرابي (يوحانان) وجد مرة عظمة ساق ميت، فمشى بجوارها ثلاث ساعات ولم ينته لآخرها، وكانت هذه العظمة هي ساق الملك عوج .
وجاء في التلمود أيضاً أن إبراهيم الخليل كان غذاؤه مقدار/74/ شخصاً وشرابه بقدر شربهم، ولذلك كانت قوته قوة /74/ شخصاً، وكان قصيراً بالنسبة إلى الملك عوج.
ومما يحكى عن الملك عوج أنه خلع له ضرس، فأخذه إبراهيم الخليل واستعمله سريراً لينام عليه.
هذه غيض من فيض تعاليم التلمود الخبيثة التي يتعلمها اليهود ويغسلون بها ادمغة أبنائهم، فيصدقون كل ما يقال فيها لأنهم يعتبرونها تعاليم الله نفسه رغم عدم اعترافهم بالله كما قرأنا سابقاً من تعاليمهم، والله عندهم يخطأ كما ويستغيث بالحاخامات ليتدارك خطأه ويصفحون عنه.
والأشنع من ذلك تعاليمهم عن كيفية معاملة كل إنسان غير يهودي، لأن كل مَنْ هو غير يهودي فهو من نسل الحيوان وقد خلقه الله بهيكل إنسان ليكون عبداً مطيعاً لليهود، ويحق لهم أن يقتلوه ويسلبوه ويفعلوا به ما يشاؤون لأن الله قد خلقه لخدمتهم وتنفيذ أوامرهم دون أي اعتراض عليها، وأما اليهود فهم من نسل آدم وحواء ذلك النسل الصافي والسامي ويحق لهم امتلاك كل شيء في العالم لأنه من حقهم هم فقط لا غير وفد وُجد لأجلهم فقط، ولذلك يسعون جاهدين إلى القتل والتدمير بكل سهولة ويسر وبدون أي رادع من ضميرهم لأنهم لا يملكون أي ضمير بل تعاليمهم التلمودية التي تأمرهم وتخولهم بكل ما يفعلون.
هذا هو شعب الله المختار المتداعي الذي ألقى على نفسه هذه الصفة ليوهموا العالم برضى الله عليهم فقط دون غيرهم من البشر أليسوا هم اصحاب المبدأ الشيطاني القائل: "الغاية تبرر الواسطة" ؟؟....
وهذا ما نشاهده كل يوم من أفعالهم وتدميرهم في كل أنحاء العالم على شاشات التلفزة، والعالم في سبات عميق يسير طوع إرادتهم وينفذ مطاليبهم لأن أدمغته قد غسلت تماماً وامتلأت من تعاليمهم وأكاذيبهم وشعوذتهم، وقد قال أحد الحاخامات قولاً يستحق التمعن فيه حيث قال:
"كل ثورة، أو شغب، أو منظمة إرهاب وتخريب في أية بقعة من الأرض هي صادرة منا، ولنا فيها كل المصلحة لخيرنا فقط، لأننا نحن شعب الله المختار".