عام/325/م تولى الملك قسطنطين عرش المملكة في القسطنطينية بعد سنين عديدة من الاضطهاد الروماني الوثني المرير للمسيحية، وكانت أمه القديسة هيلانة قد ربته على التقوى والورع والمحبة المبنية على خوف الله تعالى.
وقد اتصف حكمه بالعدل والإنصاف والحرية العامة، وصدر عنه أشهر وأبرز مرسـوم ملكي أعطى به الحرية التامة لجميع مسيحيي المملكة، وجعل المسيحية دين الدولة الرومانية، فشرع المسيحيون في بناء الكنائس والمعابد والأديار لممارسة العبادة فيها علناً ودون خوف بعد كانت في الخفاء والخوف والهلع مسيطر عليهم، وفي عهده عقد المجمع المسكوني الأول الذي حكم على هرطقة آريوس وأتباعه بالنفي والطرد من الكنيسة.
قرعت النواقيس والأجراس في جميع أنحاء الإمبراطورية دونما حذر أو وجل من أعداء المسيحية، وصارت المعابد تغص بالمؤمنين الساجدين لله بالروح والحق، وذات يوم ألهمت روح التقوى الصادقة القديسة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين أن تقوم بمهمة تاريخية خدمة للعقيدة المسيحية والكنيسة على مر الأجيال فيما بعد، وهذه الخدمة قد خلدتها وابنها قسطنطين الكبير ووضعتهما في مصاف الرسل القديسين الأطهار، فقد تولت التنقيب عن خشبة صليب الرب يسوع التي بذل عليها دمه المقدس حباً بالإنسان وخلاصاً له.
وفي إحدى الليالي الحرجة والحرب على الأبواب، وبينما كان الإمبراطور قسطنطين يتجول في حديقة قصره يفكر كيف سيحارب أعداءه الفرس الشرسين وينتصر عليهم، وما هي السبل إلى ذلك، فإذا بالصليب يظهر له في أفق السماء وعبارة قد كتبت في أسفله مفادها "بهذه العلامة تغلب" فقص الخبر لوالدته القديسة هيلانة فأجابته بأن الله يطلب منه أن يتسلح بهذه العلامة أي بالصليب، فأصدر أوامره إلى كل القادة العسكريين والجنود بأن يضعوا إشارة الصليب على جميع أسلحتهم وثيابهم العسكرية، وانطلق في مقدمتهم إلى ساحة القتال وانتصر انتصاراً ساحقاً على أعدائه وعاد إلى البلاد ظافراً بإكليل الظفر والنصر .
طروبارية القديسين:
يا رب إن قسطنطين الذي هو رسولك في الملوك، لما شاهد رسم صليبك في السماء عياناً وبمثابة بولس قبل الدعوة ليس ن البشر، وأودع بيدك المدينة المتملكة فأنقذها بالسلامة كل حين،بشفاعات والدة الإله يا محب البشر وحدك.