أيتها الأرثوذكسية..تعصفُ بكِ أهوجُ العواصف..وتحاربكِ اشرسُ القوات المظلمة لاقتلاعكِ من العالم..وانتزاعكِ من قلوب الناس..ارادوكِ أملاً مفقوداً..ومتحفاً مهجوراً..وماضياً مأساوياً..وتاريخاً منسياً..لكن الله القدير الكلي الحكمة يسيطر على هذه الفوضى ويحميكِ منها وردة مفتحة تفوح بعطرها ارجاء المسكونة..ويحافظ عليكِ في قلوب البسطاء..وها انتِ كما أنتِ حيَّة قوية تغذين الاجيال وتفلحين كل بقعة جرداء..وتزرعين الأمل في نفوس الضعفاء..وتباركين الحاقدين والأعداء..وتوزعين قوة وحياة ونوراً..وتفتحين للناس ابواب الابدية..قوية عتيدة ايتها الارثوذكسية  
الصفحة الرئيسية > قديسون وشهداء
الشهيد أحمد الخطاط                                                                                                             الدكتور عدنان طرابلسي

عاش القديس أحمد الخطاط في القسطنطينية في القرن السابع عشر، وكانت مهنته كاتباً للمحفوظات وكان عازباً، وله خادمة روسية، وبحسب القانون العثماني وقد وقعت أسيرة أثناء الحرب الروسية التركية فكانت محظية له، ومعها عاشت أيضاً خادمة روسية أخرى عجوز وكانتا كلتاهما تقيتين.

الخادمة العجوز كانت تذهب إلى الكنيسة أيام الأعياد، وتجلب معها ماءً وخبزاً مقدسين إلى الخادمة الشابة، وكلما تناولت الخادمة الشابة منه كان احمد يشم رائحة طيب ذكية وجميلة تفوح من فمها، وعندما كان يسألها عن السبب كانت تجيبه بأنها لم تأكل شيئاً عطراً، ولم تنتبه هي أيضاً إلى أنها كانت تأكل الخبز المقدس الذي كان السبب في نشر هذه الرائحة الجميلة، ولما زاد إلحاح أحمد أخبرته الخادمة بأنها قد أكلت من الخبز الذي باركه الكهنة، والذي تحضره الخادمة العجوز إليها كلما عادت من كنيسة المسيحيين، وعند سماع احمد هذا امتلأ من الشوق العظيم لمعرفة الطريقة التي كان المسيحيون يتناولون الخبز بها، وكيف هو نظام كنيستهم، فاستدعى سراً كاهناً من الكنيسة، وطلب منه أن يجهِّز له مكاناً خفياً  يستطيع منه الذهاب إلى الكنيسة ويشاهد البطريرك الذي يخدم القداس الإلهي، وفي اليوم المعين لبس احمد لباس المسحيين (كان لهم لباساً خاصاً فرضه عليهم المسلمين ليميزوهم عنهم) وذهب إلى البطريركية وتابع القداس الإلهي، لكن سيد الخليقة الذي يعرف خفايا القلوب أضاف إلى الأعجوبة الأولى أعجوبة ثانية، لكي يقود احمد إلى معرفة الحق والإيمان، فبينما كان يتابع القداس فإذا بأحمد يرى البطريرك يشع بالنور، ويرتفع عن ارض الكنيسة عندما يخرج من الباب الملوكي ليبارك الشعب، وعندما يبارك الشعب كان النور يخرج من أصابع يديه ويستقر على رؤوس المسيحيين فقط دون رأس احمد، وقد تكرر هذا مرتين أو ثلاثة، مما جعل احمد في تساؤل محيِّر عن السبب، ويؤمن بدون تردد ويرسل وراء الكاهن الذي عمَّده، وبقي احمد مسيحياً متخفياً لفترة طويلة.

وفي احد الأيام اجتمع احمد مع بعض الخواجات، فأكلوا وجلسوا يدخنون النارجيلة، وفي سياق الحديث تساءلوا عن ما هو أعظم شيء في العالم، فقال احدهم الحكمة، وآخر المرأة، وثالث قال رغيف خبز باللبن لأنه طعام الأبرار في الجنة، وعندما جاء دور احمد قال وقد امتلأ من الروح القدس وصرخ عالياً: "إن أعظم كل الأشياء هو إيمان المسيحيين"، عندئذ جرّه أصحابه إلى القاضي فاعترف احمد بمسيحيته، وصدر حكم الإعدام بحقه، فنال إكليل الشهادة بقطع رأسه في 3/أيار/1682 فبشفاعاته اللهم ارحمنا، آمين.

 

 

                                       

 

الصفحة الرئيسية  |  الكنيسة  |  آبائيات  |  دينيات  |  مقالات  |  نشاطات  |  معلومات  |  أماكن مقدسة  |  خريطة الموقع  |  أتصل بنا
© 2006-2009 الأب الكسندروس اسد. جميع الحقوق محفوظة - تصميم وتطوير اسد للتصميم