كثيرون من الكتاب الكنائسيون قد مدحوا بأناشيدهم الكنسية أعمال وجهادات القديس الشهيد ألكسندروس وشريكته في الاستشهاد انطونينا البتول.
ففي بداية الجيل الرابع حينما اتقدت نار الاضطهادات وأصبحت في أوجها في عهد مكسيميانوس قيصر، تم القبض على القديسة العذراء انطونينا في مدينة بيزنطية بأمر من الوالي فاستوس، تنفيذاً للأوامر القيصر، فامتحنت بأنواع مختلفة من العذابات والضغوط لتنكر إيمانها بالرب يسوع، إلا أنها ما لبثت تعترف به بثبات إيمان وعزم رجولي وصبر منقطع النظير.
ففكر الوالي الشرير فاستوس بأن العذاب الأعظم للفتيات هو سلبت وتدنيس واغتصاب عفتهن، فحكم عليها بأن تؤخذ إلى مكان الدعارة وتسليمها إلى أيدي الشباب الأشرار هناك فتكون فريسة سهلة لهم.
علم الجندي المسيحي الشاب ألكسندروس بأمرها وأمر الوالي الشرير، فتطوع بكل شجاعة وتظاهر برغبته بتنفيذ أوامر الوالي الشرير فكان أول شاب يدخل حجرة الفتاة، إلا أن حرارة الإيمان بالرب يسوع ومحبته المتقدة طلب من الفتاة انطونينا أن ترتدي بالحال لباسه العسكري وتخرج من المكان متنكرة به ومختفية في مكان آمن، وارتدى هو ثيابها.
بعد ذلك دخل احد الشبان إلى الحجرة آملاً أن ينال من البتول ما ناله ألكسندروس فشاهد هناك رجلاً عوضاً عن فتاة فرجع بالحال إلى الوالي الشرير وأبلغه بما حصل، فأرسل الوالي لإحضار ألكسندروس إلى دار الولاية وأمر بالبحث فوراً عن انطونينا وتم القبض عليهما معاً، فسلمهما إلى العذابات المختلفة، إلا أنهما استمرا بالإيمان بالرب يسوع ولم ينكرانه أبداً بل كانا يزدادان إيماناً وصبراً وثباتاً كلما اشتدت أنواع العذابات واتقدت.
فحكم عليهما الوالي فاستوس أخيراً بأن يُلقيا في أتون متقد، وبذلك أنها جهادهما وفازا بأكاليل الشهادة والنصر على الشرير الذي أراد جاهداً بكل ما لديه من وسائل الشر أن ينكرا الإيمان بيسوع فلم يفلح.
فبشفاعاتهما أيها الرب يسوع المسيح ارحمنا وخلصنا، آميــن