س
 

جاورجيوس قسطنطين وهيلانة ألكسندروس وانطونينا كبريانوس
يعقوب المقطع بطرس وبولس ايلياس مارينا

رقاد السيدة

بيلاجيـا

   

رفع الصليب المحيي

    في كل العالم

                                14/ أيلول                         

    بعد انتصار الإمبراطور قسطنطين الكبير على أعدائه الفرس وعملاً بالرؤيا التي ظهرت له في السماء، وهي علامة الصليب وقد كتب تحتها عبارة مفادها "بهذه العلامة تغلب"، فوضعها على ثياب جنوده وعلى كافة أسلحته فانتصر على أعدائه وعاد مظفراً من ساحة القتال، وأعلن بأن دين الدولة هو المسيحية عوضاً عن الوثنية، فازدهرت البلاد بالكنائس والمعابد والأديار والرهبانيات، وأعطيت الحرية التامة لجميع المسيحيين في جميع أنحاء الإمبراطورية للممارسة طقوسهم وعبادتهم.

     وذات يوم تحدثت الملكة هيلانة الأم إلى ابنها الإمبراطور قسطنطين الكبير وقالت له :

    " يا بني، ها انكَ قد أعطيتَ الشعب حريته في ممارسة العبادة والصلاة، ولكننا لا نعرف أين هو الصليب المقدس الذي رُفع عليه الرب يسوع لنرفعه على الكنائس "

    فما كان من الإمبراطور إلا أن أمر حاشيته بتجهيز المال والعتاد والرجال وتسيير قافلة إلى الأراضي المقدسة في فلسطين للبحث عن مكان وجود الصليب، وكانت الأم القديسة على رأس القافلة متخذة من قمم الجبال محطات لها وعيّنت على كل منها عدداً من الجند وقالت لهم :

    " إن شاهدتم النار على قمة الجبل الذي أمامكم يدل هذا إلى أن صليب الرب يسوع قد وُجد، فما عليكم إلا أن تشعلوا انتم النار أيضاً ليشعلها من يليكم وهكذا إلى أن تصل إلى القسطنطينية " .

   وكان للملكة خادمة يهودية من القدس اصطحبتها معها لتلتقي أبويها في القدس لتستفيد منها في مهمتها المقدسة للتأكد من مكان وجود الصليب الكريم، فوصلت القافلة إلى القدس والتقت الخادمة اليهودية بأبيها وسألته عن مكان وجود الصليب، مستنداً على ما يعرفه من أسلافه عنه، فأجابها بأنه موجود مع الصليبين الآخرين بأمر الرومان تحت تلة من النفايات في بستان الريحان، فراحت الملكة تنثر القطع الذهبية على تلة النفايات وطلبت من السكان أن يأخذوا من هذه القطع ما يريدون وان يحفروا مكانها، إلى أن ظهرت الصلبان الثلاثة، فاحتارت الملكة في أمر صليب الرب يسوع لأن الصلبان الثلاثة متشابهة تماماً، فطلبت ثلاثة أموات قد دفنوا حديثاً ووضعت كل واحد على صليب، فإذا بأحدهم يفتح عينيه ويرفع يده اليمنى شهادة للرب يسوع، وللحال صرخ الحضور:

" هــذا هــو صليــب الــرب يســوع "

   في الحال أمرت الملكة بإشعال النار على قمة جبل الجلجلة إعلاناً للنبأ السار والمفرح، فلما رأى الجند المتواجدون على قمم الجبال الأخرى النار المشتعلة راحوا هم أيضا يشعلون النار بدورهم وصولاً إلى القسطنطينية، وهكذا علم الإمبراطور قسطنطين الكبير وكل من هو داخل الإمبراطورية النبأ السعيد.

   نُقل الصليب المقدس إلى القسطنطينية في 14/أيلول من ذلك العام.

   وما زالت وبكل فخر واعتزاز تحتفل بلدة معلولا بذكرى هذا الحدث العظيم من كل عام، لأن احد جبالها قد حظي بشرف إشعال النار عليه والاشتراك في إيصال نبأ العثور على الصليب المقدس.

   وفي هذا العيد العظيم الذي تعيّد له الكنيسة شرقاً وغرباً وتحتفل به احتفالاً مهيباً حيث ترفع الصلبان في كل الكنائس وتزيّحها وهي مغطاة بالورود والرياحين مرتلين بكل فرح:

خلص يا رب شعبك وبارك ميراثك

وامنح عبيدك المؤمنين الغلبة على الأعداء

واحفظ بقوة صليبك جميع المختصين بك

احتفالاً بهذا العيد العظيم فرضت الكنيسة الصوم الكامل في هذا اليوم ومنعت فيه إجراء الأكاليل.