ديــر الشيروبيــم  

        يقع هذا الدير في اعلي وأجمل قمة من قمم جبال القلمون الشرقية وعلى ارتفاع 2011 كم عن سطح البحر، حيث الإطلالات الشاهقة والمناظر الخلابة التي تأخذ بمجامع القلوب وقد أرادت العناية الإلهية أن يُبعث من جديد على يد الأم الراحلة كاترين أبي حيدر رئيسة دير سيدة صيدنايا التي قامت بجهود جبارة لإعادة بنائه وإحياء هذا التراث الديني الأثري وإنعاش الأراضي المحيطة به بالتشجير والإنارة والمياه، فجعلت منه منارة تشد الزائرين إليه والسائحين، وقد تم برغبة صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع للروم الأرثوذكس .

كلمة شيروبيم هي أرامية الأصل، وهي من مقطعين

الأول (شيروب) ومعناه الملاك.

والثاني (بيم) تدل على الجمع.

    من الدير يمكن للمرء أن يرى دمشق، والنبك، وسهل البقاع، وجبال صنين، وجبل الشيخ مسكين، أي إلى بعد يتجاوز المائة كيلومتر، ويصل إليه الزائر عبر طريق جبلية تربط الدير بالطريق العام المؤدية إلى معلولا وحمص انطلاقاً من العاصمة دمشق عند نقطة بستان دير السيدة .

الدير مؤسسة رهبانية تابعة لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس .

تشير المصادر التاريخية أن الدير مؤلف من قسمين :

    1- أبنية ضخمة .

    2- سلسلة من المغاور المحفورة في الصخر .

    المغاور كانت منذ القرون الأولى لانتشار المسيحية حيث كانوا يلتجئون إليها أثناء الاضطهادات والتنكيل والحرمان من ممارسة طقوسهم وعبادتهم التي حفرتها أياديهم الصلبة التي تدل على إيمانهم القوي والصلب مثل قلوبهم بالرب يسوع .

    وتدل المصادر التاريخية بان الدير قد بني بين القرنين الثالث والرابع الميلادي في عهد الإمبراطور يوستنيانوس (527-565) الأكثر ورعاً والأكثر شغفاً ببناء الأديرة والكنائس بين الأباطرة الذين حكموا خلال هذه الحقبة .

     وقد تعاطف الأباطرة مع شعور حرية المسيحيين في عبادتهم بعد أن اصدر الإمبراطور القديس قسطنطين الكبير الذي اعتنق المسيحية وأمر بحرية العبادة بتأثير من والدته المسيحية القديسة هيلانة، حيث ازدهرت المسيحية وتحررت من الاضطهادات الجائرة وبنت الكثير من الكنائس والأديرة ومنها دير الشيروبيم العظيم .

     يؤم هذا الدير المقدس آلاف من المؤمنين خلال الاحتفالات السنوية لذكرى تدشين الدير، وفي الاحتفال بعيد مار ميخائيل رئيس الملائكة، وخلال العطل الصيفية .