المسامير المرأة المحترقة الطفل المعاق    

الطفلــة البكمــاء

       معلولا بلدة قلمونية سورية تقع في الشمال الشرقي من  دمشق وتبعد عنها /56/ كم وهي محاطة بجبال القلمون التي تصلها بالسلسلة القلمونية التي قطعتها القديسة تقلا في اجتيازها .

        ودير القديسة تقلا في معلولا هو المقصود في هذه المنطقة من قبل جميع الأديان والطوائف على اختلاف معتقداتها، فهو الدير الأم الذي يحضن سائر الزائرين بخشوع وأصحاب النذور والحجاج ونقول " الحجاج " لأنه من الأمكنة المقدسة التي كان يقصدها المسيحيون والمسلمون قبل حجهم إلى القدس الشريف لزيارة القبر المقدس وجامع الأقصى الشريف .

       بين عامي 1961-1962 قصدت زيارة الدير عائلة السيد ن.ك من منطقة حرستا في دمشق وبرفقتهم ابنتهم ربيعة البالغة من العمر سبع سنوات، وكانت بكماء منذ ولادتها، وقد أرشدهم إلى الدير بعض الأصدقاء لزيارته والتبرك منه، لأن الطب الإلهي هو الطب الوحيد الشافي من كل مرض وعلة وليس الطب البشري، وأشاروا عليهم الأصدقاء بأن يأخذوا معهم شمعة بقدر طول الفتاة وزجاجة من الزيت ليقدموهما لمقام القديسة تقلا العظيمة في الشهيدات عربوناً لزيارتهم لها.

     وأثناء وجود الطفلة مع والديها في المقام المقدس، طلبت الوالدة من الراهبة المسؤولة عنه أن تصلي لها بعد أن أطلعتها على حالة ابنتها، فصلت لها الراهبة وطلبت من الفتاة أن تفتح فمها ووضعت مفتاح باب المقام المقدس فيه وحركته وكأنها تفتح لها فمها، ودهنت فمها بزيت قنديل المقام المقدس، ثم سألتها:

ماسمكِ ؟..

     تلعثمت الفتاة في لفظ اسمها في البداية، فكررت الراهبة السؤال ثانية سائلة عن اسمها، فلفظت الفتاة اسمها ببطء محاولة جهدها أن تلفظه، وفي المرة الثالثة سألتها الراهبة عن اسمها مؤكدة لها الشفاء، فصاحت الفتاة بصوت عال ومسموع والفرح يغمرها:

اسمي ربيعة...

     فراحت والدتها تزغرد وتهلل وحملها والدها وهو وراح يدور بها في أرجاء الدير والفرحة تغمرهم جميعاً وعادوا بها إلى منزلهم شاكرين العناية الإلهية والقديسة تقلا التي حولت ابنتهم من طفلة بكماء إلى طفلة طبيعية مثلها مثل جميع البشر، فأكملت حياتها وتزوجت ورزقها الله سبعة أولاد وما زالت على قيد الحياة حتى الآن.

فيا أيتها القديسة تقلا العظيمة

كوني معنا دائماً وأبداً، آمين