المسامير الطفلة البكماء المرأة المحترقة    

الطفــل المعــاق

      خلال أسبوع الآلام لعام 2006، وتحديداً في 19/4/2006 قامت بزيارة دير القديسة تقلا العظيمة في الشهيدات عائلة السيد فهد برفقة طفلهم مجد البالغ من العمر سنتين، حيث تبين أن الطفل ليس له عظمة الورك لإحدى رجليه وسيُجرى له عملية جراحية يعوضون عن العظمة بأخرى معدنية مع سيخ معدني، إلا أن العملية صعبة مستقبلاً وستتكرر لان المعدن لن ينمو مع العظام أثناء نمو الطفل، مما يحتاج إلى إجراء عمليات متواترة خلال فترة نموه.

    قصدت العائلة العناية الإلهية وعون القديسة تقلا، ودخلت الدير وحصلت على غرفة للإقامة فيها، والطفل راتع في عربته الخاصة لا يستطيع المشي لوحده إلا بالعربة.

    حاولت والدة الطفل وهي من ارتيريا ان تدخل به وهو في عربته إلى داخل الكنيسة، إلا أن إحدى الراهبات منعتها من ذلك، وعندما شرحت لها الأمر سمحت لها للضرورة القصوى على أن تقف به جانباً لعدم إعاقة المصلين، وبينما العائلة ترتب أمرها في الغرفة للإقامة والطفل وعربته برفقتهم، لاحظت الخادمة السيرلنكية المرافقة له بأن الطفل قد اختفى وغير موجود في العربة وهذا الأمر من المستحيل، فصرخت مذعورة منبأةَ عن اختفاء الطفل، فراح الجميع ينادونه ويبحثون عنه في كل مكان، وعندما وصلوا إلى ساحة الدار للدير المؤدية إلى المقام المقدس وهم ينادونه باسمه، فإذا بهم يشاهدونه يصعد درج المقام المقدس بمفرده، فصاحوا به كي لا يقع فأجابهم:

لا تخافوا أنا مع الراهبة صاعد معها..

   إلا أنهم لم يروا أية راهبة برفقته، فاحتضنوه وسألوه عن فعلته فقال لهم:

جاءت الراهبة واسمها تقلا وطلبت مني أن اركض باتجاه الدرج..

    طلبوا منه أن يشير إلى تلك الراهبة التي طلبت منه ذلك فلم يتعرف عليها بين راهبات الدير ولم يجدوا لها أي اثر فيه، فتيقنوا أنها القديسة تقلا بذاتها هي التي قادته وشفته، فسبحوا الرب وشكروا عنايته الإلهية ومساعدة القديسة تقلا العظيمة لشفائهما طفلهما الميئوس من شفائه، وعند مراجعة الطبيب المختص وجدوا أن الله قد خلق له وركاً طبيعياً مما لا يحتاجه إلى ورك من صنع البشر.

فيا طبيبة النفوس والأجساد

 أغدقي علينا برحمتك ومحبتك، آمين