الطفل المعاق المسامير الطفلة البكماء    

المــرأة المحترقــة

      امرأة شابة من منطقة دير الزور شمالي مدينة حلب، تزوجت من شاب من سكان مدينة الثورة (الطبقة) وسكنت معه في الطبقة، ورزقها الله أطفالا يتربون على الأخلاق والفضيلة، وفي احد الأيام من عام 2006 وبينما كانت تهيئ الطعام في مطبخ منزلها وأطفالها يلعبون ويمرحون خارجاً، أرادت أن تتفقدهم فخرجت من الدار واطمأنت عليهم وعندما عادت لتكمل عملها تفاجأت بالنار قد أشعلت الستائر خلف الطباخ والنار تلتهمهم بسرعة فائقة، فحاولت جهدها لإطفائهم قبل دخول الأطفال ودرأهم من النار كي لا تؤذيهم كعادة الأم التي تبعد أي ضرر عن أطفالها مضحية بنفسها عنهم، الا أن النار قد لحقت بها وأحرقتها بشكل يقطع الأمل من شفائها.

    نقلها زوجها إلى المشفى الوطني في مدينة الرقة، فلم تحصل على أية فائدة مرجوة، فنقلها إلى المشفى الوطني في مدينة حلب إلا أن النتيجة كانت واحدة لا رجاء من الشفاء، فنقلها بمشورة الأصدقاء إلى المشفى التخصصي في دمشق حيث بلغت درجة الحرق لجسمها 40% ولوجهها 50% واحتار الأطباء في أمرها خاصة وأنها حامل، فتوجهت بقلبها إلى الصلاة للعناية الإلهية وصلت وطلبت الرحمة منها يائسة مستغيثة.

   وبينما هي بين لحظات نومها شاهدت سيدة ذات بهاء ووقار والنور يشع منها، تسكب على يدها وجنبها الأيسر ماءً بارداً، فظنت في بادئ الأمر أنها إحدى الممرضات، إلا أن منظرها لا يوحي بذلك، فسألتها:

مَنْ أنتِِ ؟..

   فأجابتها المرأة الوقورة وقالت لها:

لا تخافي، أنا تقلا..

   فقالت لها المرأة المحترقة:

إذا شُفيتُ فسأذهبُ لزيارتكِ، واشربُ ماءً من مقامكِ، وآخذ منه لاستحمَ به.

   وفي صباح اليوم التالي قصت لوالدتها ما رأته في حلمها، حيث كانت تظن انه حلم وليس حقيقة، فتوجه الجميع إلى الدير نزولاً عند طلبها قاصدين العناية الإلهية وعون القديسة تقلا بتاريخ 30/8/2006 وزاروا المقام المقدس، وشربوا من الماء المقدس جميعهم، واخذوا منه واستحمت المرأة المحترقة به فشفيت من علتها تماماً، بعد أن يئس الأطباء من شفاء رجليها وكانوا قد قرروا بترهما لإنقاذها وإنقاذ الجنين في بطنها.

   وهاهي الآن تتنعم بصحتها وعادت إلى حياتها الطبيعية، شاكرة العناية الإلهية والقديسة تقلا لشفائهم لها.

  فيا أيتها القديسة العظيمة

اشفي أمراضنا

وابعدي عنا المصائب والويلات، آمين